تفاعلت الساحة الوطنية المغربية بحدة مع التصريحات الأخيرة لرئيس الجمعية المغربية لحقوق الانسان عزيز غالي المتعلقة بقضية الوحدة الترابية للمملكة، والتي اعتبرها العديد من المغاربة تجاوزاً خطيراً للثوابت الوطنية.
يأتي هذا التصريح في سياق حساس يمس جوهر الإجماع الوطني، حيث يعتبر المغاربة قضية الوحدة الترابية خطاً أحمر لا يمكن المساس به. وقد استند المدافعون عن وحدة المملكة إلى الفصل 38 من الدستور المغربي الذي يؤكد على التزام جميع المواطنين بالدفاع عن الوطن ووحدته الترابية.
برزت ردود الفعل الشعبية متسمة بالغضب والرفض، مستشهدة بالأمثال الشعبية التي تعكس عمق الارتباط بالوطن، ومنها المثل الشائع “الواحد يموت على أولادو وعلى بلادو”. وقد اعتبر المتحدثون أن تصريحات غالي تتجاوز حدود حرية التعبير، معتبرين إياها خدمة لأجندات اجنبية معادية و محاولة للتحريض على الانفصال.
يثير الجدل تساؤلات عميقة حول دور المثقفين وأيضا الذين يرون أنفسهم حقوقيين في المجتمع، وحدود حرية التعبير، خاصة عندما يتعلق الأمر بقضايا وطنية حساسة، ويبدو أن التصريح قد فتح نقاشاً واسعاً حول مسؤولية المواطنين تجاه قضاياهم الوطنية.
و يبقى الموقف الرسمي والشعبي المغربي حازماً في الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة، مؤكداً أن هذه القضية تتجاوز أي نقاش أو تشكيك، وهي جزء أساسي من الهوية الوطنية المغربية.
