Take a fresh look at your lifestyle.

البوليساريو واستراتيجية احتجاز اللاجئين.. استمرارية النزاع المفتعل على حساب المعاناة الإنسانية

رضوان مشكات

0

تكشف التصريحات الأخيرة لقيادة جبهة البوليساريو الانفصالية، وتحديداً على لسان سيدي محمد عمار، عضو الأمانة والمنسق مع بعثة المينورسو، عن استراتيجية واضحة تعتمد على إطالة أمد معاناة سكان مخيمات تندوف لضمان استمرار شرعية وجود الجبهة وتحقيق مكاسب سياسية.

فخلال الندوة السنوية للعلاقات الخارجية، أكد عمار أن “أكبر المكاسب” تتمثل في استمرار الإقرار بما يسمونه “حق تقرير المصير”، مما يكشف عن معادلة واضحة، طالما استمر وجود ما يسمى “الشعب الصحراوي” في المخيمات، وبقي ملف تقرير المصير مطروحاً على طاولة الأمم المتحدة، تستمر شرعية البوليساريو كممثل وحيد حسب تعبيره .

وتتجلى هذه الاستراتيجية في إصرار قيادة البوليساريو على إبقاء السكان في ظروف معيشية قاسية داخل مخيمات تندوف، في منطقة صحراوية نائية تفتقر لأبسط مقومات الحياة الكريمة، فالسكان يعتمدون بشكل شبه كلي على المساعدات الإنسانية الدولية، ويخضعون لقيود مشددة على حرية الحركة والتنقل، في ظل انعدام تام لفرص التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

 

وتستثمر قيادة البوليساريو في معاناة هؤلاء السكان كورقة ضغط سياسية، مستغلة صفة “اللاجئين” لكسب التعاطف الدولي، مع منع أي حلول واقعية قد تؤدي إلى تفكيك المخيمات، ويظهر التناقض جلياً بين خطاب “تحرير الشعب” الذي تتبناه الجبهة وواقع احتجاز السكان، وبين ادعاء تمثيل المصالح الصحراوية ومنع التنمية الحقيقية للمنطقة وسكانها.

وفي المقابل، تشير التطورات الإقليمية والدولية إلى تزايد الاعتراف بعدم واقعية أطروحات البوليساريو، مع نمو التأييد لمقترح الحكم الذاتي الذي طرحه المغرب كحل واقعي وعملي للنزاع المفتعل، فالمجتمع الدولي بات يدرك بشكل متزايد ضرورة معالجة الوضع الإنساني بعيداً عن المزايدات السياسية، خاصة مع افتتاح العديد من الدول قنصليات لها في الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية.

إن استمرار احتجاز سكان مخيمات تيندوف بالجزائر يمثل ركيزة أساسية في الخطاب السياسي للبوليساريو وضمان استمرار وجودها، وهو نهج يطيل من معاناة آلاف الأشخاص ويعيق التوصل إلى حل واقعي ومستدام للنزاع المفتعل.

 

وأمام هذا الواقع المؤلم، يبقى السؤال المطروح، إلى متى ستستمر معاناة سكان المخيمات رهينة لحسابات سياسية لا تخدم مصالحهم الحقيقية؟ وهل آن الأوان للمجتمع الدولي أن يتخذ موقفاً حازماً تجاه هذا الوضع الإنساني المأساوي، ويدعم الحلول الواقعية التي تضمن كرامة وحقوق جميع الأطراف؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.