تحت ضغط العزلة الدولية وتفككها الداخلي، أعلنت جبهة البوليساريو الانفصالية استعدادها للدخول في ما وصفته بـ”مفاوضات مباشرة” مع المغرب تحت رعاية الأمم المتحدة.
الرسالة التي بعث بها زعيم الجبهة إبراهيم غالي إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، جاءت محاولة يائسة لإظهار مرونة شكلية، بعد أن شددت الجبهة على ما سمته الالتزام بقرارات الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي.
ويأتي هذا الموقف بعد خطاب العرش الأخير، الذي أكد فيه الملك محمد السادس تمسك المغرب بحل سياسي توافقي يضمن كرامة جميع الأطراف، ويعزز مقترح الحكم الذاتي كخيار وحيد وواقعي.
غير أن إعلان الجبهة يكشف بوضوح حجم أزمتها الداخلية، بعد انهيار الولاءات داخل مخيمات تندوف، وتراجع الدعم الخارجي بفعل الزخم المتزايد للمبادرة المغربية للحكم الذاتي، وافتتاح قنصليات دولية بالأقاليم الجنوبية، فضلاً عن الإرهاق السياسي والاقتصادي الذي يعيشه الحليف الجزائري.
بهذا، يبدو أن البوليساريو لم تعد تملك سوى التلويح بحوار لا تملك مقوماته، في وقت يتعزز فيه الموقف المغربي دولياً وإقليمياً.
 
						 
			