لطالما استخدمت الجزائر جبهة البوليساريو كورقة ضغط في سياساتها الإقليمية، متوهمة أنها تستطيع التحكم في مسار الأحداث. لكن الأحداث الأخيرة في مخيمات تندوف، حيث اندلعت مواجهات عنيفة بين الجيش الجزائري وعناصر من البوليساريو، كشفت عن تحول هذه الجبهة من أداة طيعة إلى عبء ثقيل ودولة داخل دولة.
إن من يرعى الفوضى لا يجني سوى التمرد. فالبوليساريو، التي كانت تُستخدم لزعزعة استقرار الجيران، أصبحت اليوم حجرًا في حذاء الجزائر، تهدد استقرارها الداخلي وتكشف عن فشل سياساتها الإقليمية.
هذه التطورات تدعو الجزائر إلى إعادة النظر في تحركاتها الإقليمية، والتخلي عن دعم الكيانات التي تعود عليها بالضرر أكثر من النفع. فاستمرار هذا النهج لن يؤدي إلا إلى مزيد من التوترات والاضطرابات التي لا تخدم مصالح أحد.
حان الوقت للجزائر أن تدرك أن اللعب بالنار قد يحرق أصابعها، وأن سياساتها الإقليمية تحتاج إلى مراجعة جذرية قبل فوات الأوان.
#نجيب_الأضادي_مدون_رأي_مغربي
