خطاب الرئيس الجزائري يُعمّق الأزمة..رفض للحكم الذاتي في الصحراء المغربية ووصف صنصال بـ”اللص”
رضوان مشكات
أثار الخطاب الأخير للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أمام البرلمان موجة من الجدل، حيث جدد موقف بلاده المعارض للسيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية، وأعاد التأكيد على دعم الجزائر لجبهة البوليساريو الانفصالية.
وفي تصعيد للهجة الخطاب، وصف تبون مبادرة الحكم الذاتي المغربية بـ”الفكرة الفرنسية” و”خرافة جحا”، مما يعكس استمرار التوتر في العلاقات بين البلدين الجارين.
ولم يقتصر خطاب تبون على الملف المغربي، بل امتد ليشمل انتقادات حادة لفرنسا، مستحضراً قضايا تاريخية مرتبطة بالحقبة الاستعمارية، بما في ذلك مطالب استعادة جماجم المقاومين الجزائريين والاعتذار عن الجرائم الاستعمارية، ويأتي هذا التصعيد في وقت تشهد فيه العلاقات الجزائرية-الفرنسية توتراً متزايداً، خاصة بعد الموقف الفرنسي الداعم للمغرب في قضية وحدته الترابية.
وفي تطور لافت، أثارت تصريحات الرئيس تبون بشأن الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال ردود فعل واسعة، حيث وصف الروائي المسجون بـ”اللص” و”مجهول الأب”، وقد نددت لجنة الدعم الدولية لصنصال بهذه التصريحات، معتبرة أن الكاتب البالغ من العمر 80 عاماً أصبح رهينة لدى “سلطة تعسفية وبوليسية”. ويقبع صنصال، المولود لأب مغربي وأم جزائرية، في السجن منذ منتصف دجنبر الماضي بتهمة تعريض أمن الدولة للخطر، وهو حالياً في وحدة الرعاية الصحية.
تعكس هذه التطورات تعقيد المشهد السياسي في المنطقة المغاربية، حيث تتداخل الملفات السياسية مع القضايا الثقافية والتاريخية، مما يزيد من صعوبة تحقيق انفراج في العلاقات بين دول المنطقة. وتبقى قضية الصحراء المغربية محورية في توجيه السياسة الخارجية الجزائرية، مما يؤثر بشكل مباشر على العلاقات المغربية-الجزائرية والاستقرار الإقليمي بشكل عام.