في موقف جديد يعكس وضوح الرؤية الصينية بشأن قضية الصحراء المغربية، رفضت بكين مشاركة جبهة “البوليساريو” ضمن وفد الاتحاد الإفريقي في منتدى التعاون الصيني-الإفريقي، المنعقد يوم 11 يونيو 2025 بمدينة تشانغشا. هذا القرار لم يكن معزولًا، بل يُعدّ رسالة سياسية صريحة تؤكد تمسك الصين بمبدأ احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها، ورفضها للتعامل مع كيانات غير معترف بها دوليًا.
الخطوة الصينية تُعدّ صفعة موجعة للطرح الانفصالي الذي تروّج له “البوليساريو”، والتي اعتادت على التغلغل في المحافل الدولية عبر مظلة الاتحاد الإفريقي إلا أن هذا الإقصاء يؤشر على تراجع النفوذ الدعائي للجبهة وفشلها في إقناع الفاعلين الدوليين بشرعية تمثيلها المزعوم.
يأتي هذا الموقف في سياق دولي متغير يشهد تزايد التأييد للمبادرة المغربية للحكم الذاتي، باعتبارها الحل الواقعي الوحيد لهذا النزاع المفتعل، وبالرغم من محاولات “البوليساريو” طمس الحدث والتقليل من أهميته عبر أدواتها الإعلامية، فإن الواقع يفرض نفسه: القضية الانفصالية تفقد تدريجيًا آخر ما تبقى لها من غطاء دبلوماسي.
لقد بات واضحًا أن ما كانت تروج له “البوليساريو” على أنه “واقع لا رجعة فيه” أصبح اليوم على مشارف التلاشي، في ظل المتغيرات الجيوسياسية الإقليمية والدولية، وتنامي الوعي الدولي بعدالة القضية الوطنية للمغرب.
