خيّب المؤتمر الحادي والأربعون للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، المنعقد في مدينة إشبيلية، آمال جبهة البوليساريو الانفصالية وداعميها، بعد تجاهل الوثيقة السياسية للحزب الإشارة الصريحة إلى قضية الصحراء المغربية.
واكتفى الحزب الحاكم بقيادة بيدرو سانشيز بالتأكيد على دعم جهود الأمم المتحدة للتوصل إلى حل للنزاع، دون الإشارة المباشرة إلى “حق تقرير المصير” الذي تطالب به البوليساريو، وجاء في الوثيقة التزام الحزب بـ “دعم المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة لتحقيق حل مقبول للطرفين”.
أثار هذا التجاهل غضب المناصرين الموالين للبوليساريو، خاصة مع تخصيص الوثيقة مساحات واسعة لقضايا دولية أخرى مثل دعم أوكرانيا في خواجهة روسيا والقضية الفلسطينية. واعتبر المؤيدون هذا التوجه تراجعًا عن المواقف السابقة للحزب.
واقتصر الحزب على التأكيد على استمرار تقديم المساعدات الإنسانية للسكان الصحراويين المحتجزين في مخيمات تندوف بالجزائر، مشيرًا إلى أن إسبانيا لا تزال أكبر مانح ثنائي لهذه المساعدات.
يعكس هذا التغيير في الموقف السياسة الخارجية للحكومة الإسبانية التي أطلقت في مارس 2022 “توجهًا جديدًا” في العلاقات مع المملكة المغربية، من خلال دعم خطة الحكم الذاتي كحل للنزاع الاقليمي المفتعل.
ورغم محاولات بعض الاتحادات المحلية وشبيبة الحزب للضغط من أجل العودة إلى دعم تقرير المصير، بل وحتى المطالبة بالاعتراف بالجمهورية الوهمية، إلا أن قيادة الحزب تمسكت بموقفها الداعمة لمغربية الصحراء.
في المقابل، أثار هذا التوجه انتقادات أحزاب المعارضة الإسبانية، التي اتهمت الحكومة بالتخلي عن الموقف التاريخي لإسبانيا كقوة إدارية للصحراء، وانتهاك القانون الدولي.
وترى الصحافة الإسبانية أن موقف الحزب الاشتراكي يعطي إشارة واضحة على توجه إسبانيا نحو تعزيز علاقاتها مع المغرب، في ظل المتغيرات الجيوسياسية في المنطقة، خاصة مع دعم سانشيز ووزير خارجيته ألباريس لتمتين العلاقات السياسية مع الرباط.