في تحول يكشف حجم العزلة التي تعيشها، أعلنت جبهة البوليساريو الانفصالية دعمها للحل السياسي لملف الصحراء المغربية، متجاهلة شعاراتها البالية حول “الاستفتاء وتقرير المصير” هذا التغيير في الخطاب يأتي قبل أسابيع قليلة من جلسة مجلس الأمن الدولي، ما يعكس إدراك الجبهة أن المجتمع الدولي حسم موقفه لصالح السيادة المغربية ومبادرة الحكم الذاتي.
الموقف الجديد للبوليساريو لم يأت من فراغ، بل تزامن مع مواقف أمريكية واضحة وصريحة، أكدت أن الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو الحل الواقعي والوحيد القابل للتطبيق فالتصريحات الأخيرة لمستشار الرئيس الأمريكي، مسعد بولس، وكذا رسالة الرئيس دونالد ترامب للملك محمد السادس، تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن العالم لم يعد ينصت لشعارات الانفصال، بل يدعم مقترح المغرب الجاد وذي المصداقية.
إن تراجع البوليساريو عن خطابها المتصلب يفضح فشل مشروعها الانفصالي، ويؤكد أن رهاناتها السابقة على الجزائر وبعض الأطراف الخارجية لم تجلب سوى الخيبات واليوم، لم يعد أمام الجبهة سوى الانخراط في المسار السياسي الذي تقوده الأمم المتحدة على أساس المبادرة المغربية، باعتبارها الحل العادل والنهائي الذي يحفظ الاستقرار ويطوي صفحة نزاع مفتعل عمر طويلاً.
