في محاولة يائسة للتشويش على عمل بعثة الأمم المتحدة في الصحراء (المينورسو)، شنّت جبهة “البوليساريو” الانفصالية هجوماً غير مبرر على رئيس البعثة، ألكسندر إيفانكو، متهمة إياه بتسريب مضامين تقريره نصف السنوي قبل عرضه الرسمي أمام مجلس الأمن الدولي المقرر في 14 أبريل الجاري.
هذا الهجوم جاء بعد أن كشفت تسريبات من التقرير المنتظر عن معطيات ميدانية تُدين بشكل واضح العراقيل التي تضعها “البوليساريو” في وجه تحركات البعثة الأممية شرق الجدار الأمني، في مخالفة صريحة لبنود اتفاق وقف إطلاق النار الموقع سنة 1991، ويبدو أن الجبهة الانفصالية، التي اعتادت على نهج سياسة الهروب إلى الأمام، لم تستسغ الإشارة إلى تعاون القوات المسلحة الملكية المغربية مع عناصر البعثة، والذي جاء في التقرير كدليل واضح على التزام المغرب بالشرعية الدولية ومبادئ حفظ السلام.
وفي مقابل هذا الانخراط المغربي البناء، تواصل “البوليساريو” تعطيل مهام المينورسو، مما يكشف عن ازدواجية خطابها ومناوراتها المكشوفة لعرقلة أي مسار سلمي لا يخدم أجندتها الانفصالية.
وتُظهر هذه التطورات بشكل جلي للمجتمع الدولي من هو الطرف الجاد في السعي نحو حل سياسي دائم للنزاع، ومن يختار التصعيد والتضليل الإعلامي كوسيلة للهروب من مسؤولياته أمام الأمم المتحدة والعالم.
