صفعة فرنسية جديدة للجزائر.. أول وزيرة فرنسية تزور الصحراء المغربية وبيان الخارجية الجزائرية يصف الخطوة بـ’المستفزة’
شهدت العلاقات الفرنسية-الجزائرية توتراً جديداً اليوم الثلاثاء، على خلفية الزيارة التاريخية التي قامت بها وزيرة الثقافة الفرنسية رشيد ذاتي إلى الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية، وتعد هذه الزيارة الأولى من نوعها لعضو في الحكومة الفرنسية منذ إعلان باريس دعمها الصريح للسيادة المغربية على الصحراء.
وشملت جولة الوزيرة الفرنسية، التي رافقها السفير الفرنسي بالرباط كريستوف لوكورتيي، مدن العيون وطرفاية والداخلة، في خطوة تؤكد الموقف الفرنسي الداعم للمغرب في قضية الصحراء، وقد أثارت هذه الزيارة ردود فعل غاضبة من الجزائر، التي سارعت وزارة خارجيتها إلى إصدار بيان شديد اللهجة.
وفي بيانها، وصفت الخارجية الجزائرية الزيارة بأنها “خطيرة للغاية” و”مستفزة”، معتبرة أنها تمثل “استخفافاً سافراً بالشرعية الدولية من قبل عضو دائم في مجلس الأمن الأممي”، كما اتهمت البيان فرنسا بالابتعاد عن جهود الأمم المتحدة لحل النزاع.
ويأتي هذا التصعيد في توقيت حساس بالنسبة للجزائر، التي كانت تحتفي بفوز مرشحتها سلمى مليكة حدادي بمنصب نائبة رئيس المفوضية الإفريقية، في منافسة مع المرشحة المغربية لطيفة أخرباش والمصرية حنان مرسي.
وتعود جذور التوتر الحالي إلى يوليوز الماضي، حين أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في رسالة موجهة إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس، دعم بلاده للمبادرة المغربية للحكم الذاتي كحل وحيد لنزاع الصحراء، وأكد ماكرون في رسالته أن فرنسا تعتبر “حاضر ومستقبل الصحراء يندرجان تحت السيادة المغربية”.
من جانبها، رحبت وزارة الشباب والثقافة والتواصل للمملكة بالزيارة، معتبرة إياها تأكيداً جديداً على موقف فرنسا الداعم لمغربية الصحراء، خاصة وأن فرنسا عضو دائم في مجلس الأمن الدولي.
وتشير هذه التطورات إلى تحول استراتيجي في الموقف الفرنسي تجاه قضية الصحراء، مما يعزز الموقف المغربي دبلوماسياً، في حين يضع العلاقات الفرنسية-الجزائرية أمام تحديات جديدة. ويرى محللون أن هذا التحول قد يؤثر على مسار المفاوضات المستقبلية حول القضية، خاصة في ظل الدور المحوري الذي تلعبه فرنسا في مجلس الأمن الدولي.