شهدت ثانوية “الأحد عشر شهيدا” في بلدية البيوض بولاية النعامة الجزائرية حادثة عنف مروعة استهدفت طالبات صحراويات من مخيمات تندوف، أثارت موجة واسعة من الاستياء والتنديد من قبل المنظمات الحقوقية.
وفقًا للمعلومات المتوفرة، تعرضت الطالبات لاعتداءات جسدية ولفظية خطيرة، بلغت درجة استخدام السلاح الأبيض، مما أدى إلى إصابات في الرأس واليدين لطالبتين، إضافة إلى حالات إغماء بين الطالبات، زاد من خطورة الموقف تواطؤ إدارة المؤسسة التعليمية، حيث رفض مدير المدرسة توفير الحماية اللازمة للطالبات المعتدى عليهن، وأكد عبد الوهاب الكاين، نائب منسق تحالف المنظمات غير الحكومية الصحراوية في مجلس حقوق الإنسان بجنيف، أن هذه الحادثة ليست معزولة، بل تمثل جزءًا من نمط متكرر من العنف والتمييز الذي يتعرض له الصحراويون في الجزائر.
واتهم المدير بالتحريض على العنف والتستر على الاعتداءات، بما في ذلك قذف الطالبات بالأحذية ووسائل أخرى، وأدان التحالف بشدة هذه الممارسات العنيفة، مشيرًا إلى أنها تأتي في إطار سياسة أوسع تهدف إلى تقويض محاولات الصحراويين لإسماع صوتهم. ودعا السلطات الجزائرية إلى فتح تحقيق شامل ومحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات.
يؤكد التحالف أن الوضع القانوني للصحراويين في مخيمات تندوف يزيد من تعقيد الأزمة، حيث لا يتمتعون بوضع لاجئين معترف به دوليًا، ولا يحق لهم العمل أو الإقامة النظامية في الجزائر، مما يجعلهم عرضة للانتهاكات دون رقابة.
وجه التحالف نداءً عاجلًا إلى المقررة الخاصة المعنية بالعنف ضد النساء والفتيات لإبلاغ الدولة الجزائرية بخطورة هذه الأفعال، كما طالب بالسماح لمجلس حقوق الإنسان بزيارة مخيمات تندوف للوقوف على أوضاع الصحراويين، ودعا التحالف الجزائر إلى الوفاء بالتزاماتها الدولية، وإلغاء التفويض الممنوح لجبهة البوليساريو، مؤكدًا أن هذه الإجراءات ضرورية لضمان حماية حقوق الصحراويين ووضع حد للعنف والتمييز الذي يتعرضون له.