شاركت جبهة البوليساريو الانفصالية في المؤتمر القاري حول تعليم وتشغيل الشباب، الذي انعقد في العاصمة الموريتانية نواكشوط من 9 إلى 11 ديسمبر 2024. وعلى الرغم من الدعوة التي تلقتها من الاتحاد الأفريقي، إلا أن هذه المشاركة كانت محدودة وافتقرت لأي اعتراف رسمي من الحكومة الموريتانية، لم يحظَ وفد الجبهة، الذي ترأسه خطري أدوه، بأي استقبال رسمي أو اهتمام يُذكر من الجانب الموريتاني، ما يُعد مؤشرًا واضحًا على تهميش الجبهة ورفض الانخراط معها بشكل علني.
يأتي هذا الموقف ليؤكد حرص موريتانيا على النأي بنفسها عن دعم الكيانات الانفصالية والالتزام بالحياد ، واتخاذ موقف متوازن يحترم سيادة الدول المجاورة ويأخذ بعين الاعتبار العلاقات الإقليمية، خاصة مع المغرب، ويعكس هذا التجاهل الرسمي للجبهة رغبة الحكومة الموريتانية، بقيادة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، في عدم الانحياز لأي طرف في النزاع حول الصحراء المغربية، بخلاف ما كان عليه الوضع في عهد الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز.
كما أن غياب زعيم الجبهة الانفصالية إبراهيم غالي عن المؤتمر يُفسّر كدليل إضافي على عدم استعداد موريتانيا لتوجيه دعوة رسمية له، ما يبرز تجاهلًا متعمدًا وعدم اعتراف بشرعية الجبهة في مثل هذه المحافل.
في المقابل ،شهد المؤتمر حضور شخصيات ورؤساء دول وحكومات افريقية، مثل عبد المجيد تبون والرئيس السنغالي باسيرو ديوماي فاي والرئيس الرواندي ابول كاغامي،كما حضر المؤتمر 30 وزيرا من دول افريقية مختلفة،اضافة إلى رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي، مما يعكس المكانة الحقيقية للفاعلين المؤثرين في القارة مقارنة بجبهة البوليساريو التي تعاني من العزلة السياسية والتهميش على المستوى القاري والدولي.
انعقاد المؤتمر تحت شعار “تعليم وتأهيل شبابنا من أجل إفريقيا مزدهرة ومتكاملة وديناميكية” أظهر تركيزًا جادًا على القضايا التنموية الأساسية، بعيدًا عن الأجندات الانفصالية التي تسعى جبهة البوليساريو لفرضها دون جدوى.