فضيحة أمنية تهز الجزائر: فرار مسؤول استخباراتي رفيع إلى إسبانيا يُربك نظام تبون

تعيش الجزائر على وقع فضيحة أمنية من العيار الثقيل بعد تداول أنباء عن فرار عبد القادر حداد، المعروف بلقب “ناصر الجن”، والذي شغل منصبًا حساسًا كمدير عام لجهاز الاستخبارات الداخلية قبل إقالته المفاجئة هذا التطور الخطير، الذي لم تستطع السلطات نفيه أو تأكيده رسميًا، يكشف حجم التخبط الذي يعيشه النظام الجزائري بقيادة عبد المجيد تبون.

مصادر متطابقة تحدثت عن وصول المسؤول الأمني إلى إسبانيا عبر وسيلة نقل بحرية خاصة، في ظروف وملابسات غامضة تطرح أكثر من علامة استفهام حول هشاشة المنظومة الأمنية الجزائرية، وعجزها عن ضبط حتى كوادرها العليا.

الارتباك داخل أركان السلطة تجلى سريعًا من خلال الدعوة لاجتماع طارئ للمجلس الأعلى للأمن برئاسة تبون، في محاولة لاحتواء الصدمة وتدارك التداعيات الخطيرة التي قد تكشف مزيدًا من أسرار الصراع الخفي داخل أجهزة الدولة.

غياب أي بلاغ رسمي إلى حدود اللحظة يعزز فرضية أن الأمر يتعلق بانهيار ثقة عميق بين أجنحة النظام، خاصة في ظل ما يعرفه المشهد الجزائري من تصفيات داخلية وتبادل اتهامات بالفساد والفشل، فضلًا عن عجز القيادة عن مواجهة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المتراكمة.

إن فرار مسؤول أمني رفيع إلى الخارج ليس سوى عرض من أعراض مرض مزمن ينخر جسد الدولة الجزائرية، دولة ظلت منشغلة طيلة عقود بعداء وهمي ضد المغرب، بدل الانكباب على معالجة اختلالاتها الداخلية واليوم، جاء هذا الحدث ليؤكد أن النظام الجزائري الذي يرفع شعارات “السيادة والقوة” يعيش في الواقع حالة هشاشة وانكشاف غير مسبوقين.