في خطوة وُصفت بالزلزال الإعلامي، بثّت قناة النهار الجزائرية، المعروفة بولائها للعسكر، خريطة المغرب كاملة خلال نشرة أحوال الطقس، وذلك تزامناً مع احتفالات الشعب المغربي بذكرى “ثورة الملك والشعب” الواقعة، التي وثقها الإعلامي والمعارض الجزائري وليد كبير، شكّلت صفعة قوية للبروباغندا العسكرية التي أنفقت عليها السلطة الجزائرية ملايير الدولارات لعقود طويلة دون أن تنجح في تغيير الحقائق.
هذه الحادثة أثارت موجة واسعة من التعليقات الساخرة، خاصة وأنها صدرت عن قناة لطالما اعتُبرت بوقاً رسمياً للنظام واعتبر عدد من المتابعين أن ما جرى قد يكون رسالة مبطنة من المديرة سعاد عزوز، زوجة الصحفي أنيس رحماني المعتقل في سجون العسكر، لإحراج النظام أو الضغط من أجل الإفراج عن زوجها. وقد ذكّر البعض بأن القناة ذاتها سبق أن عرضت الخريطة الحقيقية للمغرب سنة 2013، ما جعلها في مرمى انتقادات السلطة آنذاك.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة قد تتحول إلى كابوس للنظام الجزائري، إذ لا يُستبعد أن تتدخل سلطات الضبط الإعلامي لإصدار قرارات تعسفية قد تصل إلى توقيف البث، في محاولة لاحتواء الفضيحة المفارقة أن نظاماً أنفق ثروات ضخمة لتزييف الواقع، يجد نفسه اليوم في مواجهة اعتراف غير مباشر بمغربية الصحراء، صادر من داخل بيته الإعلامي.
