في مشهد يعكس حجم الانحدار الذي وصلت إليه جبهة البوليساريو، شارك زعيمها إبراهيم غالي مؤخرًا، في حملة لجمع الأزبال وتنظيف الشوارع الرملية بولاية الحافظ بوجمعة، في خطوة مثيرة للجدل تكشف عن التحول الكبير في طبيعة مهام الميليشيات التي طالما روّجت لنفسها كـ”حركة تحرير”.
هذا المشهد، الذي بدا أقرب إلى عمل فرق النظافة منه إلى نشاط سياسي أو عسكري يترجم واقع الجبهة اليوم، بعدما دفعتها الجزائر نحو التخلي عن أي مواجهة أو تحرك ذي تأثير لتحصر أدوارها في مهام هامشية، بعيدة كل البعد عن الشعارات التي رفعتها لعقود.
في المقابل يواصل المغرب السير بثبات في مسار تنمية أقاليمه الجنوبية وتعزيز استقرارها، مستندًا إلى دعم شعبي واسع واعتراف دولي متزايد بمبادرة الحكم الذاتي كحل جدي وواقعي وبينما تنشغل الجبهة في كنس الشوارع، يراكم المغرب الإنجازات على الأرض، ويكسب نقاطًا إضافية على الساحة الدولية، تاركًا خصومه يتخبطون في أدوار هامشية لا تسمن ولا تغني من جوع.
