في الوقت الذي تواصل فيه جبهة البوليساريو الترويج لنفسها كحركة تحررية تناضل من أجل حقوق الشعب الصحراوي، تتكشف يومًا بعد يوم حقائق صادمة عن ممارسات قمعية وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في المخيمات التي تديرها داخل التراب الجزائري.

آخر هذه الجرائم ما تعرّض له الشاب ودادي ولد سلمن ولد لوشاعة ولد ابهية ووالدته أميمة منت السالك ولد بوسيف في مخيم حوزة التابع لمخيم السمارة، حيث تم اقتحام خيمتهم من طرف ميليشيات تابعة للبوليساريو، وانتهاك كرامتهما بشكل وحشي وصادم الحادثة ليست معزولة، بل تأتي في سياق طويل من ممارسات الترهيب، والاعتقال التعسفي، والاعتداءات الجسدية والجنسية التي يتعرض لها المعارضون أو من يطالبون بحرية الرأي أو حق العودة إلى المغرب.

إن البوليساريو التي تزعم تمثيل الصحراويين لا تملك أي شرعية ديمقراطية، وتعمل كدولة بوليسية مصغّرة تخنق ساكنة المخيمات، وتحرمهم من أبسط الحقوق، بل وتمنع عنهم المساعدات الدولية أحيانًا إذا عبّروا عن آراء مخالفة.

ويبقى السؤال مطروح أين الجزائر من كل هذا …؟ أليست هي البلد المضيف والمسؤول قانونيًا وأخلاقيًا عن حماية اللاجئين على أراضيها بموجب الاتفاقيات الدولية ؟ أم أن هذه الانتهاكات تُرتكب بعلمها وتواطئها؟

كما أن من واجب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التدخل فورًا، ليس فقط لتقديم المساعدة الإنسانية، بل لحماية اللاجئين من قمع البوليساريو، والعمل على إنهاء حصار المخيمات، وتمكين من يريد من الصحراويين من ممارسة حقه الطبيعي في العودة إلى وطنه الأم المغرب .
 
						 
			