في الوقت الذي يواصل فيه المغرب مسيرته التنموية ويعزز مكانته الإقليمية والدولية، تطل علينا مجددًا جبهة البوليساريو بدعم مكشوف من النظام الجزائري، بمحاولات يائسة لزعزعة استقرار المنطقة وخدمة أجندات خارجية، على رأسها النظام الإيراني.
تقرير واشنطن بوست الأخير، الذي كشف عن تدريب مقاتلي البوليساريو في سوريا على يد عناصر إيرانية وتزويدهم بطائرات مسيّرة، ليس مجرد تفصيل عابر، إنه دليل دامغ على أن الجبهة الانفصالية تحولت إلى أداة في يد قوى تسعى لإشعال المنطقة، متجاوزة كل الخطوط الحمراء التي تمليها الجغرافيا والعقل السياسي.
الجزائر، الراعي الرسمي للبوليساريو، لا تخفي عداءها للمغرب، وتستمر في تسخير مواردها لدعم كيان وهمي لا مستقبل له، بينما يعاني الشعب الجزائري من أزمات اقتصادية واجتماعية خانقة والأدهى من ذلك، أن النظام الجزائري يفتح الأبواب لتحالفات مشبوهة مع إيران، ضاربًا عرض الحائط بأمن المنطقة المغاربية واستقرارها.
المغرب الذي يحظى بدعم دولي متزايد لسيادته على أقاليمه الجنوبية، يواجه اليوم تحديًا ليس فقط من مليشيا انفصالية، بل من تحالفات عابرة للقارات تستهدف وحدته الترابية ونموذجه التنموي، لكن الرباط التي أثبتت عبر عقود حكمة دبلوماسيتها وقوة مؤسساتها، لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي تهديد.
لقد آن الأوان للمجتمع الدولي أن يتحرك بجدية لوضع حد لهذا العبث الذي تقوده الجزائر وتغذيه طهران، لأن استمرار هذا النهج لا يهدد المغرب فقط، بل يهدد شمال إفريقيا برمتها بالتحول إلى ساحة صراع مفتوح، تقطف شعوب المنطقة ثماره المرة.