كشفت تقارير إعلامية وتصريحات صادرة عن البرلماني العراقي السابق عمر عبد الستار محمود عن مشاركة عناصر من جبهة البوليساريو الانفصالية في تدريبات عسكرية معقدة داخل الأراضي السورية، حيث أُجريت هذه التدريبات تحت إشراف المستشار الإيراني “بور هاشمي” وبدعم مباشر من الجزائر، تمركزت العناصر في معسكر بريف حلب شمال سوريا، حيث تلقوا تدريبات متقدمة تهدف إلى اكتساب خبرات قتالية تؤهلهم لتنفيذ عمليات محتملة ضد الأراضي المغربية، في إطار مخططات استراتيجية أوسع تستهدف زعزعة استقرار المنطقة وتعزيز النفوذ الجيوسياسي للجزائر وإيران.
عملية نقل العناصر إلى سوريا تمت بتنسيق جزائري-إيراني محكم، في خطوة تعكس عمق التحالف بين الجانبين وسعيهما لاستخدام البوليساريو كأداة لتحقيق أجندات سياسية وأمنية، وتهدف هذه الخطوة إلى توظيف الصراعات الإقليمية لتحقيق مكاسب استراتيجية، بما في ذلك تقويض الوحدة الترابية للمغرب واستغلال حالة الفوضى في المنطقة لتوسيع نطاق النفوذ.
وفي تطور مثير، تمكن الثوار السوريون في ريف حلب من اعتقال بعض العناصر المشاركة في هذه التدريبات، مما أدى إلى تدخل السفير الجزائري الذي سعى عبر وساطة تركية للإفراج عنهم في محاولة للتستر على العملية وإخفاء تفاصيلها.
هذا الحدث يكشف أبعاداً جديدة لتورط الجزائر في استخدام البوليساريو ضمن أجندتها الخارجية، وتعاونها مع إيران في مشاريع إقليمية تهدف إلى تقويض استقرار المنطقة، المعلومات المنشورة تسلط الضوء على التعقيدات المحيطة بهذه التحالفات وتداعياتها المحتملة على الأمن الإقليمي والوحدة الترابية للمغرب، ما يعكس تصاعد الصراعات الجيوسياسية في شمال إفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط.
