Take a fresh look at your lifestyle.

العيون وأزمة الماء.. “الكوبا” بين الماضي والحاضر

0

رغم مرور سنوات طويلة على الوعود الرسمية بإيجاد حلول جذرية لأزمة الماء بالعيون، ما زال شبح الانقطاع المتكرر يخيم على الساكنة محطات التحلية والاتفاقيات لم تُنه معاناة المواطنين، الذين يجدون أنفسهم مضطرين للبحث عن بدائل عملية، في مقدمتها شاحنات صهاريج المياه المعروفة بـ”الكوبا”، التي تحولت من حل مؤقت إلى واقع يومي يلازم البيوت والأحياء.

في ذاكرة أبناء العيون، ارتبط صوت بوق “الكوبا” بنداء جماعي يحمل مزيجا من الفرح والحاجة، حيث كان الأطفال يطاردون الشاحنة في الأزقة ويهتفون مطولا “الكووووبا”، فيما يجتمع الكبار حولها لاقتناء ما يسد رمق عطشهم اليومي، كان الأمر جزءا من طقوس الحياة الشعبية، يرافقه عبق الشاي ورائحة الجمر، وعفوية الجيران الذين تقاسموا معاناة الانقطاع بروح صابرة ومرحة.

لكن مع اتساع العمران وتزايد الضغط الديمغرافي، لم تعد “الكوبا” حلا يسيرا، بل صارت خاضعة للوساطة والانتظار الطويل والحجز عبر الهاتف و”الواتساب”من كان يكتفي بالاستماع للبوق لمعرفة اتجاهها، أصبح اليوم في حاجة لعلاقات خاصة أو أكثر من رقم سائق لضمان وصولها، وبين الأمس واليوم، ما تزال أزمة الماء بالعيون شاهدا على فشل السياسات وابتكار المجتمع في التكيف مع ندرة المورد الحيوي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.