في أجواء روحانية مفعمة بالإيمان، احتضنت زاوية آسا فعاليات موسم ملكى الصالحين، التقليد الديني والثقافي العريق في المنطقة، حيث شهدت افتتاح المرافق الدينية بحضور عامل الإقليم والوفد المرافق له. وقد تجسدت أهمية هذه الخطوة في تعزيز الدور الروحي والثقافي للزاوية، التي تضم فضاءات للتعليم الديني والأنشطة الروحية، لتصبح بذلك مركز إشعاع ديني وثقافي في المنطقة.
وخلال الدرس الذي ألقاه الشيخ عبد الله بلمدني، سلط الضوء على مفهوم السير إلى الله كرحلة قلبية وروحية، تستلزم الإخلاص والتجرد من حظوظ النفس، مستشهداً بآيات من القرآن الكريم تؤكد على الهجرة الحقيقية للنفس من الغفلة إلى اليقظة كما تناول الشيخ منازل العبودية، موضحًا أنها غاية الخلق وغاية الدين، وأن تحقيقها يمر بمراحل تبدأ بالتوبة، مرورًا بالصبر والشكر والرضا، وصولًا إلى المحبة والتوكل، مع التأكيد على ضرورة جهد مستمر لتزكية النفس.
وقد اختتم الشيخ بلمدني درسه بدعوة الحضور للتأمل في أحوالهم الروحية والسعي نحو العبودية الحقة من خلال العلم والعمل الصالح، مع التأكيد على القرآن الكريم والسنة النبوية كمرشدين أساسيين وعكست هذه الفعالية، بحضور السلطات المحلية، مكانة زاوية آسا كمنارة دينية وثقافية تجمع بين الأصالة والمعاصرة في خدمة الدين والمجتمع.
