في خطوة مرتقبة تحمل أبعادًا دبلوماسية وجيوسياسية كبرى، كشفت مصادر مطلعة أن جمهورية الصين الشعبية تستعد للإعلان الرسمي عن اعترافها بمغربية الصحراء قبل نهاية سنة 2025، ويأتي هذا التوجه في ظل تنامي الشراكة الاستراتيجية بين بكين والرباط، والتي تعززت بفضل موقع المغرب المحوري كجسر اقتصادي بين إفريقيا وأوروبا، ودوره المتصاعد ضمن مبادرة “الحزام والطريق” الصينية.
هذا التطور المحتمل يُعتبر مكسبًا كبيرًا للمغرب في معركته الدبلوماسية من أجل تأكيد وحدته الترابية، خاصة بعد الدعم الصريح الذي أعلنت عنه بريطانيا سابقًا لمقترح الحكم الذاتي المغربي كحل واقعي وجاد للنزاع وإذا ما تم الاعتراف الصيني، فسيُعدّ تحوّلًا نوعيًا في موقف إحدى القوى الكبرى في مجلس الأمن، ما يُعزز من شرعية الطرح المغربي ويُضعف حجج الأطراف المطالِبة بالانفصال.
في المقابل، تعيش الجزائر – الداعم الرئيسي لجبهة البوليساريو – حالة من العزلة الاقتصادية، حيث تظهر البيانات تراجعًا واضحًا في حجم الاستثمارات الصينية بها، نتيجة تصنيفها كمنطقة عالية المخاطر ويُرجح أن يعزز الاعتراف الصيني المرتقب مكانة المغرب كشريك موثوق في القارة الإفريقية، ويُعيد رسم ملامح التوازنات الإقليمية لصالحه في واحدة من أطول النزاعات في شمال إفريقيا.