في خطوة رمزية تعكس تحوّلًا عميقًا في وعي الشباب الصحراوي، أقدم “ولد لاتيرا”، أحد أبناء مدينة العيون، على إحراق بطاقة عضويته في جبهة البوليساريو، مجددًا ولاءه الكامل للمملكة المغربية، هذا المشهد العلني لم يكن مجرد فعل احتجاجي، بل إعلان قاطع عن نهاية مرحلة من القناعة السياسية وبداية مسار جديد من الانتماء الوطني.
ما قام به “ولد لاتيرا” لا يُعد حالة فردية، بل يتقاطع مع مواقف متزايدة لشباب من العيون والداخلة وبوجدور، ممن تعبوا من الشعارات المستهلكة وسنوات الشتات داخل المخيمات هؤلاء الشباب، بعد معايشة واقع المعاناة بدأوا يرفضون ما يعتبرونه أوهام “تقرير المصير” ويبحثون عن مستقبل مستقر تحت راية الوطن الأم.
في زمن تتغير فيه المفاهيم وتُختبر فيه المواقف، يُعبّر هذا التحول عن إدراك عميق لدى الجيل الجديد بأن الانخراط في المشروع الوطني هو السبيل لبناء حياة كريمة ومستقبل آمن فالصحراء كانت وستبقى جزءًا لا يتجزأ من المغرب، وطن يتسع للجميع ويوفر فرصة جديدة لكل من اختار العودة والاندماج.
