في قلب الصحراء المغربية، وتحديداً في مدينة العيون “كبرى حواضر الصحراء”، تخوض الصحافة المهنية معركة صامتة للحفاظ على وجودها وأداء رسالتها النبيلة، هذا النضال اليومي لا يقتصر على مجرد البقاء المهني، بل يمتد ليشمل الحفاظ على صوت الحقيقة في مواجهة تحديات متعددة ومعقدة.
تبرز أزمة التمويل كأحد أبرز العقبات التي تواجه المؤسسات الإعلامية في المنطقة، وخاصة الصحف الإلكترونية فغياب الدعم العمومي المنصف والكافي يضع هذه المؤسسات في مأزق حقيقي، إذ تجد نفسها في صراع يومي لتغطية مصاريفها التشغيلية الأساسية وتطوير بنيتها التقنية، ناهيك عن صعوبة توفير رواتب منتظمة لصحفييها.
ورغم هذه التحديات المالية الجسيمة، تواصل المؤسسات الإعلامية في العيون، بأداء دورها الوطني بكل مسؤولية ومهنية، فهي تقف في الصف الأول للدفاع عن مغربية الصحراء، وتتصدى بحزم للدعاية المضللة التي تروجها الأطراف المعادية، وخاصة جبهة البوليساريو الانفصالية والجزائر، هذا الدور الحيوي يتطلب موارد وإمكانيات تفوق بكثير ما هو متاح حالياً.
وفي الآونة الأخيرة، ظهر تحدٍ إضافي يتمثل في حملات التشويه والشائعات المغرضة التي تستهدف الصحفيين المهنيين بالمنطقة، هذه الحملات المجهولة المصدر والمشبوهة، تسعى للنيل من مصداقية الصحفيين عبر ترويج ادعاءات كاذبة حول استفادتهم من امتيازات مزعومة في مجالات مختلفة منها التوظيف والبقع السكنية وبطائق الانعاش …
إن تداعيات هذه التحديات لا تقتصر على الصحفيين والمؤسسات الإعلامية فحسب، بل تمتد لتطال المجتمع بأكمله، فضعف التمويل يؤدي إلى تراجع في جودة المحتوى الإعلامي وصعوبة إجراء التحقيقات الصحفية المعمقة، كما يحد من قدرة الصحافة على أداء دورها الرقابي في المجتمع.
ولمواجهة هذه التحديات، يبدو أن الحل يكمن في تبني رؤية شاملة ومتكاملة تتضمن إعادة النظر في معايير توزيع الدعم العمومي للصحافة، وإنشاء صندوق خاص لدعم الإعلام المحلي في المناطق الجنوبية، مع تقديم تسهيلات ضريبية للمؤسسات الإعلامية ودعم مشاريع التحول الرقمي للصحافة المحلية.
إن دعم الصحافة المهنية في العيون ليس ترفاً، بل ضرورة وطنية ومهنية ملحة، فالصحفيون في هذه المنطقة يشكلون خط الدفاع الأول عن الوحدة الترابية للمملكة، ويقومون بدور محوري في كشف الحقائق ودحض الأكاذيب، لذا فإن توفير الدعم اللازم لهم يعد استثماراً حقيقياً في مستقبل المنطقة واستقرارها.
إن جريدة “الصحراء بلا حفول” الإلكترونية تُعد نموذجاً حياً لمعاناة المؤسسات الإعلامية في العيون، فرغم دورها الحيوي في نقل الحقائق ومواجهة الشائعات المغرضة حول قضية الصحراء المغربية، تكافح هذه المؤسسة الإعلامية يومياً للبقاء في ظل غياب الدعم العمومي من الوزارة الوصية.
يعمل طاقمها الصحفي بتفانٍ لتغطية الأحداث المحلية وفضح ممارسات الانفصاليين، معتمدين على مواردهم الذاتية المحدودة وإمكانياتهم البسيطة. وعلى الرغم من التحديات المالية والتقنية التي تواجهها، تستمر “الصحراء بلا حفول” في أداء رسالتها الإعلامية النبيلة، مؤكدة أن الصحافة المهنية في المناطق الجنوبية تحتاج إلى دعم عاجل وملموس لمواصلة دورها الوطني في الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة.