“إل إنديبينديينتي” الإسبانية تكشف..المغرب يتسلم 20% من المجال الجوي للصحراء عبر إجراءات تدريجية

كشفت صحيفة “إل إنديبينديينتي” الإسبانية عن تسلم المغرب إدارة ما يقارب 20 في المائة من المجال الجوي لمنطقة الصحراء المغربية، في خطوة تعكس توسعاً تدريجياً لسلطات الرباط على هذا المجال الذي ظل تحت السيطرة الإسبانية منذ نهاية الاستعمار عام 1975.

ووفقاً لمصادر إسبانية وصفت بالموثوقة، فإن هذا التحول جاء في سياق المحادثات السرية الجارية بين الحكومتين الإسبانية والمغربية حول نقل إدارة المجال الجوي للمنطقة، وأشارت المصادر إلى أن المغرب بات يسيطر حالياً على نسبة تتراوح بين 15 و20 في المائة من المجال الجوي للصحراء، وذلك من خلال ما وصفته بـ”الإجراءات الأحادية” التي اتخذتها الرباط.

وبحسب المعلومات المتوفرة، فإن المجال الجوي للصحراء المغربية، الذي كان يدار حصرياً من جزر الكناري في المحيط الأطلسي، شهد تعديلات جوهرية في خرائطه التي كانت معتمدة منذ عقود. وقد تم تخصيص ست مناطق تحت الإدارة المغربية، من بينها المنطقة الثانية التي تغطي مدينة الداخلة ومحيطها البري والبحري بارتفاع يصل إلى 8500 قدم، والمنطقة السادسة التي تشمل مدينة العيون ومحيطها بارتفاع يصل إلى 12500 قدم.

وفي إطار هذه التطورات، يستعد المغرب لإعادة هيكلة إدارته للمجال الجوي من خلال تقسيمه إلى منطقتين رئيسيتين: شمالية تحت إشراف مركز المراقبة الجوية في الدار البيضاء، وجنوبية ستديرها محطة جوية جديدة في مدينة أكادير، ويأتي هذا التنظيم الجديد في إطار تنفيذ الاتفاق الذي تم التفاوض بشأنه منذ زيارة رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إلى المغرب في فبراير من العام الجاري.

وتجري هذه التطورات في سياق أوسع من المفاوضات بين البلدين لتنفيذ البيان المشترك الصادر في 7 أبريل 2022، عقب مباحثات الملك محمد السادس ورئيس الحكومة الإسبانية في العاصمة المغربية الرباط  ويشمل هذا الاتفاق، إلى جانب مسألة المجال الجوي للصحراء، قضايا أخرى مثل الترتيبات الجمركية في مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، مما يعكس رغبة البلدين في تعزيز تعاونهما الاستراتيجي وحل القضايا العالقة بينهما.