الجزائر وتناقض المواقف: من يدافع عن تصفية الاستعمار أم يرعى أطول نزاع إقليمي؟

في بيان جديد لا يخلو من التناقضات، أعربت الجزائر عن “أسفها” لموقف الولايات المتحدة الأمريكية المؤيد لمخطط الحكم الذاتي المغربي كحلّ واقعي ونهائي لنزاع الصحراء، متناسية أن هذا المقترح يحظى بتأييد متزايد من المجتمع الدولي، ويُمثل حلاً عقلانيًا يُراعي السيادة المغربية ويضمن حقوق ساكنة الأقاليم الجنوبية.

الجزائر التي ترفع شعار “تصفية الاستعمار” تتجاهل في كل مرة أن المملكة المغربية استرجعت أقاليمها الصحراوية وفق مسار قانوني ومفاوضات، وأن الحل السياسي الذي تقترحه الرباط يستند إلى الواقعية والبراغماتية، وهي المبادئ ذاتها التي تطالب بها الأمم المتحدة.

الغريب أن الجزائر، وهي ليست طرفًا مباشراً –حسب تصريحاتها الرسمية– تصر على التدخل في كل كبيرة وصغيرة تخص هذا الملف، وتحتضن وتدعم جبهة انفصالية بالسلاح والمال والدبلوماسية، مما يطرح تساؤلات جدية حول نواياها الحقيقية.

بيان الخارجية الجزائرية محاولة يائسة لتأليب الرأي الدولي ضد إرادة الصحراويين الذين شاركوا في الانتخابات المغربية بنسبة تفوق المعدل الوطني، وأعربوا عبر الصناديق عن تمسكهم بمغربيتهم.

لقد ولّى زمن الشعارات الإيديولوجية البالية الواقع على الأرض، والمشروعية التاريخية والقانونية، والدعم الدولي المتزايد، كلها عوامل تصبّ في صالح المغرب وتؤكد أن الحكم الذاتي هو الإطار الوحيد القابل للتطبيق، والذي يضمن كرامة الجميع ويُنهي نزاعًا مفتعلًا طال أمده.