في العقد الأخير عرف ملف الصحراء العديد من المتغيرات التي كان لها التأثير الواضح على أطراف النزاع، فبفضل إستراتجيته المخطط لها بإحكام نجح المغرب في حصد مكاسب عدة ساهمت في تقوية موقفه بخصوص النزاع المفتعل.
من جانبها لم تكن البوليساريو في وضعية تسمح لها بالاستمرار بنفس المستوى الذي بدأت به، بحكم متغيرات عديدة، أهمها إستمرار ضعف الجزائر وتراجعها بعد سنوات من الهيمنة بالقارة السمراء، ما أدى إلى ضعفها وعجزها أمام قوة المغرب ومصداقية خطابه، لاسيما أنه قد وضع مقترحا على الطاولة لحل المشكل وإنهاء المعاناة.
بدورهم لم تكن غالبية الصحراويين لتقف متفرجة في ما يدور من حولها، فإختارت سبيلا أكثر أمنا ومصداقية، فأعلنت فك إرتباطها بالبوليساريو، وهو حال الصحفي سيدي أسباعي الذي كان أحد أبرز العناصر النشطة بمشروع الجبهة بصفته إعلامي وناشط حقوقي، جاب مختلف مناطق العالم ممثلا للبوليساريو بالمنظمات الشبابية والمناسبات الحقوقية.
فٓطِن سيدي أسباعي أنه من الممكن من خلال إختيار طريق آخر غير طريق البوليساريو الوصول الى المبتغى، وتحقيق الرخاء والرفاهية، والاهم من ذلك حفظ الأمن والاستقرار لبلده وأهله ووطنه، ولأنهم لم يمتلكوا شجاعته، فقد بدأت الآلة الدعائية في تنفيذ مخطط الهجوم على سيدي ومحاولة تشويهه، وهو سلوك يؤكد حالة الارتباك الذي تعيشه البوليساريو بعد أن فقدت كل شئ ولم يبقى لها سوى زمرة من المرتزقة الذين يختبئون وراء الحسابات الوهمية، وأخرون يواصلون الانخراط في مشروع ترويج المغالطات والارتزاق من خلال شهادات زور يدلون بها أمام المنظمات الدولية.
ويعتبر الهجوم على سيدي أسباعي مؤشرا مهما لرعب البوليساريو وخوفها من قرب إندثار مشروعها بإعتبار تأثير الاسماء أمثال سيدي أسباعي داخل المجتمع، وعلاقته القوية بقاعدة كبيرة من الصحراويين
وهو ما يُعجل في تحريك الآلة الدعائية للهجوم على سيدي أسباعي على أمل تحويل الأنظار عنه، بعد أن أصبح من بين أبرز الصحفيين ورئيسا لفيدرالية ناشري الصحف بجهة العيون الساقية الحمراء، ورئيسا للجنة الشباب بحركة صحراويون من أجل السلام.
سلوك الهجوم على مختلف الأسماء التي أعلنت قطيعتها عن البوليساريو تعود بالاساس الى رعب قيادة الرابوني من ميلاد أصوات جديدة قادرة على إسقاط مخطط الجزائر الذي تقوده البوليساريو، ما سيجعل هذه الأخيرة في وضعية عزلة وخراب وحيدة في أرض لحمادة.
