تجديد الروابط التاريخية : مناصرو الحزب المؤتمر الوطني الأفريقي يطالبون بتعزيز العلاقات المغربية الجنوب أفريقية

أطلق مناصرو حزب المؤتمر الوطني الأفريقي بجنوب افريقيا مبادرة جديدة تستند إلى تراث نضالي مشترك وآمال مستقبلية واعدة، تعود جذور هذه المبادرة إلى الفترة التاريخية للكفاح ضد الفصل العنصري، حيث لعب المغرب دورًا محوريًا في دعم الحركة التحررية الجنوب أفريقية من خلال تقديم التدريب العسكري والسياسي والمساعدات المالية، وصولًا إلى استضافة معسكرات تدريب لمقاتلي المؤتمر الوطني الأفريقي، بما في ذلك الرئيس الأسطوري نيلسون مانديلا الذي تلقى تدريبات في المغرب قبل استقلال الجزائر.

تقوم المبادرة الجديدة على ثلاثة مبادئ أساسية: أولها روح أوبونتو التي تعزز الوحدة الأفريقية وتدعو إلى حل النزاعات بالطرق السلمية مع احترام السيادة المتبادلة، وثانيها التركيز على الدبلوماسية الاقتصادية لفتح آفاق جديدة للتعاون التجاري والاستثماري بما يخدم مصالح الشعبين، وثالثها العمل على معالجة القضايا الخلافية، وفي مقدمتها قضية الصحراء المغربية، بروح من التفاهم والحوار البناء الذي يعزز وحدة القارة الأفريقية.

وفي سياق المبادرة، أكد مناصرو الحزب على أهمية التكاتف الأفريقي ورفض محاولات تقسيم القارة، مشددين على أن غالبية الدول الأفريقية تعترف بسيادة المغرب على أراضي الصحراء الغربية. كما أشاروا إلى موقف فلسطين الداعم للمغرب وعدم اعترافها بجبهة البوليساريو، مما يعزز الشرعية الدولية للموقف المغربي.

ويستمد هذا التحرك شرعيته من الدستور الجنوب أفريقي الذي يؤكد على مبادئ السلام العالمي وحل النزاعات بطرق سلمية، ومن مبادئ الاتحاد الأفريقي التي تشجع على احترام السيادة الوطنية.

رغم التوترات التي شابت العلاقات بين البلدين في السنوات الأخيرة، بما في ذلك مواقف جنوب أفريقيا السابقة من قضية الصحراء المغربية وبعض القرارات الدبلوماسية التي أثرت على الثقة المتبادلة، تمثل هذه المبادرة فرصة استثنائية لتجاوز تلك العقبات، يسعى مناصرو المؤتمر الوطني الأفريقي إلى إعادة بناء العلاقات على أسس متينة تعكس الإرث النضالي المشترك، مؤكدين التطلع إلى مستقبل أكثر تعاونًا وازدهارًا يخدم مصالح القارة الأفريقية بأكملها.

يعتمد نجاح هذه المبادرة على الحوار البناء والقدرة على تجاوز الخلافات السابقة، مع التركيز على المصالح المشتركة والرؤية المستقبلية الموحدة للعلاقات الأفريقية، إنها محاولة جادة لإعادة إحياء التضامن التاريخي وفتح صفحة
جديدة من التعاون بين المغرب وجنوب أفريقيا، بما يعزز
الوحدة والتكامل الأفريقي في مواجهة التحديات المشتركة.