جائزة المسيرة الخضراء للصحافة و الإعلام أم جائزة الانتقائية؟… عندما تُكرَّم الجهة الداعمة نفسها وتُهمَّش الصحافة الحقيقية في العيون!
بقلم : بونان أشرف
ما هذا المقال إلا مقال رأي أعبّر فيه بشكل صريح ومسؤول عمّا وقع خلال حفل جائزة المسيرة الخضراء للصحافة والإعلام، المنظمة من طرف النقابة الوطنية للصحافة فرع جهة العيون الساقية الحمراء فبدل أن تكون المناسبة لحظة اعتراف بنزاهة العمل الصحفي وتكريم الوجوه المهنية الجادة، تحوّل الحفل إلى صورة مشوهة من الانتقائية وغياب الشفافية.
أبرز تجليات هذا الخلل كانت فوز قناة العيون الجهوية، وهي القناة التي تُعد أصلاً جهة داعمة لهذه الجائزة. وهذا أمر لا يحتاج إلى تبرير أو التفاف على الحقيقة:
إنه تنافٍ صارخ وتضارب مصالح واضح، يجعل من نتائج الجائزة موضع شكّ مشروع.
كيف يمكن لجائزة يُفترض أن تكون مستقلة أن تمنح التتويج لمؤسسة راعية؟
ومن يضمن هنا أن التقييم لم يتحول إلى مجرد مجاملة أو ترتيب مسبق؟
إن هذا النموذج من التتويج لا يضر فقط بمصداقية الجائزة، بل يسيء كذلك إلى الجهة المنظمة وإلى الصحافة الجهوية ككل. فالصحفيون الحقيقيون في الأقاليم الجنوبية يشتغلون بعرق الجبين، تحت ضغط الميدان والالتزامات المهنية، ولا ينتظرون جوائز “مفصلة” كي يُعترف بهم. لكنهم على الأقل يستحقون منصة نزيهة، لا منصة تمنح الجوائز للداعم قبل المستحق.
ولأن هذا المقال هو مقال رأي، فإنني أقولها بوضوح:
ما وقع ليس مجرد هفوة تنظيمية، بل هو مسّ بجوهر مبدأ تكافؤ الفرص، ومحاولة لخلق صورة زائفة عن معايير التفوق. الجوائز حين تُفقد استقلاليتها، تتحول إلى ديكور بروتوكولي لا يخدم لا الصحافة ولا المهنيين ولا الجهة بأكملها.
في النهاية، تبقى الحقيقة ثابتة:
الصحافة المهنية لا تُقاس بالجوائز، بل بالمصداقية.
أما الجوائز التي يفوز فيها الراعي والداعم، فلن تزيد المشهد إلا غموضاً… ولن تُقنع أحداً بأن هذه هي فعلاً “جائزة الوحدة”.