Take a fresh look at your lifestyle.

الإعلام الجهوي بين التهميش والصمود.. الصحراء بلا حفول تنادي بإنقاذ المقاولة الإعلامية بالأقاليم الجنوبية

0

في ظل غياب استراتيجية جهوية واضحة لدعم الإعلام المحلي، تعيش مقاولات إعلامية جهوية وضعًا صعبًا يهدد استمراريتها رغم ما تقدمه من خدمات جليلة للمجتمع والجهة ومن بين هذه المقاولات، تبرز مؤسسة “الصحراء بلا حفول” باعتبارها واحدة من أنشط المقاولات الإعلامية وأكثرها تأثيرًا في الجهات الجنوبية الثلاث، وخاصة بجهة العيون الساقية الحمراء.

هذه المقاولة المهيكلة استطاعت أن تحجز لنفسها مكانة قوية على مختلف وسائط التواصل الاجتماعي، من خلال خط تحريري مهني يحترم أخلاقيات المهنة ويُشهد له بالموضوعية والمصداقية وقد لعبت دورًا محوريًا في التصدي للأخبار الزائفة والإشاعات المضللة التي استهدفت استقرار وأمن المنطقة، كما كانت دائمًا قريبة من المواطن، ناقلةً معاناته، ورافعةً صوته، ومساهمةً في إيجاد حلول لعدد من القضايا الاجتماعية.

غير أن واقع الحال يكشف اليوم عن وضع مادي مزرٍ تعيشه “الصحراء بلا حفول”، وضعٌ أجبرها على كسر صمتها والبوح بمعاناتها عبر منصاتها ليس بغرض التوسل، بل للتأكيد على إيمانها بالشراكات المؤسساتية، وبأهمية صون كرامة صحفييها الذين يبلغ عددهم خمسة، يشتغلون بجدٍّ وتفانٍ لضمان استمرارية هذا المشروع الإعلامي الجهوي.

ورغم أن الجهة تزخر بمقدرات ضخمة، ورغم الميزانيات الكبيرة التي تُرصد للإشهار والمنتديات والمهرجانات، إلا أن هذه المقاولات الإعلامية المحلية، وعلى رأسها “الصحراء بلا حفول”، لم تستفد من أي دعم مؤسساتي أو برامج جهوية موجهة لدعم المقاولات الإعلامية أو الشباب المقاول، في وقت تُمنح فيه امتيازات لمؤسسات وطنية وأخرى من خارج الجهة.

وتساءلت المؤسسة، ومعها عدد من الفاعلين في القطاع، إلى متى سيستمر هذا التهميش والإقصاء الذي يطال الإعلام الجهوي؟ أين المسؤولون من دعم مقاولات إعلامية مهنية ومهيكلة تُشغّل وتساهم في خلق قيمة مضافة؟

إن “الصحراء بلا حفول”، التي يتابعها مئات الآلاف من المشاهدين والمتابعين يوميًا، توجه اليوم رسالة قوية للمؤسسات الوطنية والجهوية من أجل إنقاذ قطاع يعيش واقعا مريرا، يتطلب إرادة حقيقية لدعمه وتمكينه من القيام بدوره كشريك أساسي في التنمية والتسويق الترابي، في انسجام مع النموذج التنموي الجديد الذي لم تنل منه الصحافة الجهوية نصيبها بعد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.