شهد المستشفى الجهوي الحسن الثاني بالداخلة شللاً تامًا في المركب الجراحي، بعد تعطل جهاز التعقيم المركزي (الأوتوكلاف)، ما أدى إلى تعليق جميع العمليات الجراحية بشكل مفاجئ ويعتبر هذا الجهاز القلب النابض لأي مصلحة جراحية، حيث يؤدي توقفه إلى تعطيل عمل الأطباء وتهديد حياة المرضى بشكل مباشر.
الأعطاب التقنية المتكررة داخل المستشفى لم تعد مجرد حوادث معزولة، بل صارت عنوانًا لارتجالية التسيير وغياب الرؤية الاستباقية، إذ سبق وأن عرف المستشفى اختلالات عديدة، من نقص أدوية التخدير وغياب طبيب الإنعاش، إلى أعطاب أجهزة السكانير والراديو وانعدام تجهيزات أساسية للأطباء الاختصاصيين هذه الأعطاب المتراكمة ساهمت في فقدان ثقة الساكنة في القطاع العمومي، ودفعت العديد منهم إلى التوجه نحو المصحات الخاصة التي وجدت في هذه الأزمات فرصة للربح.
في المقابل، يكتفي مسؤولو القطاع بتبرير هذا الواقع بحجة الانتقال إلى المستشفى الجديد، وهو ما اعتبره المتابعون تبريرًا غير مقبول، كون حياة المواطنين لا يمكن رهنها بمشاريع لم تكتمل بعد، الوضع القائم يستدعي تدخلاً عاجلاً من السلطات المحلية والجهات الوصية، لإيجاد حلول عملية تضمن استمرار تقديم الحد الأدنى من الخدمات الصحية، وصون حق المواطن في العلاج داخل المرفق العمومي.
