في خطوة سيادية جريئة، قررت السلطات الموريتانية إغلاق منطقة “لبريكة” المحاذية للحدود الجزائرية وتحويلها إلى منطقة عسكرية مغلقة، وهو ما يشكّل تحولًا نوعيًا في موقف نواكشوط تجاه التحركات المشبوهة التي كانت تتم عبر أراضيها. هذه الخطوة لم تكن مجرد إجراء أمني، بل رسالة واضحة موجهة إلى كل من يحاول استغلال الجغرافيا الموريتانية لتهديد الأمن الإقليمي، وفي مقدمتهم جبهة البوليساريو، التي لطالما اتخذت من بعض المناطق الموريتانية ممرًا خلفيًا لتحركاتها.
الجيش الموريتاني، مدعومًا بتقنيات متطورة، فرض رقابة مشددة باستخدام طائرات مسيّرة، ما أدى إلى شلّ قدرات البوليساريو على التحرك في المنطقة في المقابل، وجدت الجزائر نفسها في موقف محرج، بعدما سُحب من حليفتها الانفصالية أحد آخر المنافذ الحيوية، ما يُضعف موقعها في معادلة النزاع الإقليمي ولم يتردد الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني في تأكيد أن بلاده لن تكون بعد اليوم ساحة لأي أجندة انفصالية أو تهديد لأمن الجوار.
هذا التحرك السيادي الحاسم يكرّس توجه موريتانيا نحو الانفصال التام عن سياسة المحاور، ويعزز موقعها كدولة مسؤولة تدافع عن أمنها واستقرارها وبينما تنكمش جبهة البوليساريو في عزلة غير مسبوقة، وتفقد أوراقها الواحدة تلو الأخرى، يتأكد فشل المشروع الانفصالي المدعوم من الجزائر، التي أصبحت تخسر حلفاءها بصمت أمام صعود الواقعية السياسية في المنطقة.