أصبحت ظاهرة التسول في مدينة العيون أكثر انتشارًا في الآونة الأخيرة، حيث تتزايد أعداد المتسولين في الشوارع والأماكن العامة، مما يثير قلق السكان والسلطات المحلية، وتتنوع دوافع التسول بين الحاجة الحقيقية التي تدفع بعض الأفراد للبحث عن المساعدة، وبين الاستغلال الذي تمارسه بعض الشبكات المنظمة التي تستغل الأطفال والنساء والمسنين لاستدرار تعاطف المارة وتحقيق مكاسب غير مشروعة.
تفاقم هذه الظاهرة يعود إلى عوامل متعددة، أبرزها الظروف الاقتصادية الصعبة، البطالة، والهجرة غير النظامية، بالإضافة إلى غياب الرقابة الصارمة على بعض الأنشطة المرتبطة بالتسول، كما أن التسول لم يعد يقتصر على طلب المال فقط، بل أصبح يتخذ أشكالًا مختلفة مثل بيع المناديل أو تنظيف زجاج السيارات أو وضع حلوى بالمقهى أو طلب شراء دواء أمام الصيدلية، وهي أساليب قد تخفي وراءها أنشطة غير قانونية.
ومؤخرا أصبح التسول يعتمد على اللهجة الحسانية، بحيث نجد بعض المتسولين يستخدمون اللهجة الحسانية في التسول وهذا أمر لم يكن من قبل، ولمواجهة هذه الظاهرة ينبغي تعزيز الجهود الأمنية والاجتماعية لمكافحة التسول المنظم، وتقديم الدعم الحقيقي للفئات المحتاجة من خلال الجمعيات الخيرية وبرامج الإدماج الاجتماعي، كما أن توعية المواطنين بعدم تشجيع المتسولين، يمكن أن يساعد في تقليل انتشار هذه الظاهرة وإيجاد حلول مستدامة تضمن كرامة الجميع.