الدبلوماسية المغربية تعزز نفوذها في الاتحاد الأفريقي رغم فوز الجزائر بمنصب نائب رئيس المفوضية”
رضوان مشكات
فازت الجزائر بمنصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي بعد سبع جولات من التصويت، في انتخابات شهدت منافسة غير مسبوقة عكست تحولاً جذرياً في موازين القوى داخل المنظمة القارية.
وبعد هذا المسلسل الانتخابي يتضح أن عودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي قد غيرت المعادلة بشكل جوهري، فبعد أن كانت جارة السوء “الجزائر” تتمتع بنفوذ واسع وحرية حركة داخل أجهزة الاتحاد، أصبحت اليوم تواجه تحديات حقيقية في الحصول على المناصب التي كانت تعتبرها محسومة في السابق.
وكما أكد بعض الخبراء في الشأن الافريقي، إلى أن فوز الجزائر بالمنصب جاء بأصوات متواضعة، خاصة مع غياب دول تم تجميد عضويتها كان من المحتمل أن تصوت لصالح المغرب، ويأتي هذا في سياق استراتيجي أوسع يتميز بوجود رئيس مفوضية صديق للمغرب، وهو وزير خارجية جيبوتي السابق، الذي سبق أن أشرف هو بنفسه على افتتاح قنصلية عامة لبلاده في الصحراء المغربية .
وفي المقابل، أظهر الوفد المغربي بقيادة وزير الخارجية ناصر بوريطة أداءً دبلوماسياً متميزاً، حيث نجح في توسيع دائرة التحالفات الاستراتيجية للمملكة في القارة، وتجلى ذلك في تعزيز العلاقات مع شركاء رئيسيين يدعمون مواقف المغرب في قضاياه المصيرية، وعلى رأسها قضية الوحدة الترابية.
وتؤكد مصادر دبلوماسية أن المعركة السياسية مستمرة، وأن هذه الجولة ليست سوى محطة في مسار طويل من التنافس الدبلوماسي، وتشير إلى أن النجاحات التي حققتها الدبلوماسية المغربية في السنوات الأخيرة، تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس، تؤسس لمستقبل واعد للمملكة في القارة الأفريقية.
إن المغرب يواصل تنفيذ استراتيجيته القائمة على تعزيز التعاون جنوب-جنوب وبناء شراكات اقتصادية وتنموية مع الدول الأفريقية، متجاوزاً منطق المناورات السياسية التقليدية إلى آفاق أرحب من التعاون المثمر والبناء.