الدبلوماسية المغربية تُحبط مخططات الجزائر في أديس أبابا.. ضربة استراتيجية تهز موازين القوى في الاتحاد الأفريقي
رضوان مشكات
شكل الحضور المغربي في قمة وزراء خارجية الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا منعطفاً دبلوماسياً بارزاً، عكس بجلاء الدور المحوري للمملكة المغربية في تشكيل مستقبل القارة السمراء، وقد تجلى هذا الدور من خلال الأداء المتميز للوفد المغربي برئاسة وزير الخارجية ناصر بوريطة، الذي نجح في تحقيق إنجاز دبلوماسي مهم بمنع عودة الجزائر إلى مجلس السلم والأمن الأفريقي.
وتميز الموقف المغربي بالجمع بين المرونة والحزم في آن واحد، حيث اعتمد الوفد المغربي على الحوار البناء مع مختلف الأطراف، مع الحفاظ على مواقف صارمة وواضحة تجاه القضايا الحيوية، هذا النهج المتوازن أثبت فعاليته في مواجهة المساعي الدبلوماسية الجزائرية، وأظهر تفوق الدبلوماسية المغربية في إدارة الملفات الإقليمية الحساسة.
ولم يكن هذا النجاح الدبلوماسي وليد الصدفة، بل جاء نتيجة استراتيجية شاملة ومدروسة تبنتها المملكة المغربية منذ عودتها إلى الاتحاد الأفريقي، حيث طورت المملكة رؤية واضحة المعالم للتعاون الأفريقي، تركز على تعزيز الأمن والاستقرار في القارة، مع الالتزام الكامل بمبادئ وقيم الاتحاد الأفريقي.
وقد اكتسب المغرب، من خلال هذه الرؤية الاستراتيجية، احتراماً وتقديراً واسعين على الساحة الأفريقية، حيث أظهر قدرة فائقة على التعامل مع التحديات الإقليمية المعقدة، وتميزت السياسة الخارجية المغربية بنهج متفرد يجمع بين الواقعية السياسية والالتزام بالمصالح المشتركة للقارة الأفريقية.
إن نجاح الدبلوماسية المغربية في قمة أديس أبابا يؤكد أن المملكة أصبحت لاعباً أساسياً في رسم مستقبل القارة الأفريقية، فقد أثبتت أن السياسة الدولية المعاصرة تتطلب مزيجاً دقيقاً من الإبداع والحزم، وأن المغرب يمتلك القدرة والخبرة اللازمتين للعب هذا الدور المحوري.
ويشير هذا النجاح الدبلوماسي إلى تطور نوعي في الدور الإقليمي للمغرب، الذي يسعى إلى بناء علاقات متوازنة ومستدامة مع مختلف الدول الأفريقية، كما يؤكد أن المملكة ماضية في تعزيز مكانتها كقوة إقليمية فاعلة، تساهم بشكل إيجابي في تحقيق التنمية والاستقرار في القارة الأفريقية.
وتشكل هذه النجاحات الدبلوماسية المتتالية دليلاً على نضج السياسة الخارجية المغربية وقدرتها على التكيف مع المتغيرات الإقليمية والدولية، كما تؤكد أن المغرب يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق رؤيته الاستراتيجية للتعاون الأفريقي، مع الحفاظ على مصالحه الوطنية وتعزيز دوره كشريك موثوق به في القارة الأفريقية.
 
						 
			