تطور دبلوماسي بارز.. غانا تعلق علاقاتها مع “الجمهورية” الوهمية بالتزامن مع تنصيب رئيسها الجديد
رضوان مشكات
شهدت العاصمة الغانية أكرا اليوم الثلاثاء حدثاً دبلوماسياً مزدوجاً تمثل في تنصيب الرئيس المنتخب جون دراماني ماهاما، وإعلان تعليق العلاقات الدبلوماسية مع “الجمهورية” الوهمية، في خطوة تعكس تحولاً جوهرياً في الموقف الغاني بعد أكثر من أربعة عقود من الاعتراف بالكيان الوهمي.
وترأس الوفد المغربي في حفل التنصيب رئيس مجلس النواب راشيد الطالبي العلمي، ممثلاً عن جلالة الملك محمد السادس، وضم الوفد كلاً من وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، والسفيرة المغربية في غانا إيمان واعديل، وحظي الحدث بمشاركة واسعة من قادة الدول ورؤساء الحكومات والبرلمانات والوزراء والشخصيات السياسية والمدنية والعسكرية.
وكشفت وثيقة رسمية صادرة عن وزارة الشؤون الخارجية والاندماج الإقليمي الغانية عن قرار تعليق العلاقات الدبلوماسية مع “الجمهورية” الوهمية، مؤكدة عزمها على إبلاغ المملكة المغربية والاتحاد الإفريقي ومنظمة الأمم المتحدة بهذا الموقف عبر القنوات الدبلوماسية الرسمية، وأعربت غانا في الوثيقة ذاتها عن دعمها للجهود المغربية الرامية إلى التوصل لحل مقبول من جميع الأطراف.
ويعتبر هذا التحول في الموقف الغاني انتصاراً دبلوماسياً للمغرب، يأتي ثمرة للجهود الدبلوماسية المكثفة التي قادها الملك محمد السادس منذ عام 2016، حيث شملت زيارات ملكية عديدة للدول الإفريقية أسفرت عن تعزيز العلاقات الثنائية وتوطيد أواصر التعاون في مختلف المجالات.
ويمثل قرار غانا ضربة موجعة للمساعي الجزائرية التي دأبت منذ سبعينيات القرن الماضي على توظيف قضية الصحراء كورقة لمحاولة عزل المغرب عن محيطه الإفريقي، وكانت غانا قد اعترفت بالكيان الوهمي عام 1979، واستمر هذا الموقف لأكثر من 44 عاماً قبل أن تتخذ قرارها التاريخي بتعليق العلاقات.
وتجدر الإشارة إلى أن سحب الاعتراف بالكيان الوهمي من قبل الدول الإفريقية يشكل انتكاسة حقيقية للمشروع الجزائري الذي سعى منذ منتصف السبعينيات إلى استغلال منظمة الوحدة الإفريقية كمنصة لدعم أطروحته، وقد نجح المغرب عبر دبلوماسيته النشطة في كشف حقيقة المغالطات التي كانت تروج لها الجزائر عبر صناعتها جبهة البوليساريو.
ويعد توقيت إعلان غانا تعليق علاقاتها مع الكيان الوهمي، بالتزامن مع تنصيب رئيسها الجديد، رسالة قوية تؤكد التحول الاستراتيجي في السياسة الخارجية الغانية تجاه قضية الصحراء المغربية، كما يعكس هذا القرار نجاح الدبلوماسية المغربية في تعزيز موقفها داخل القارة الإفريقية وكسب تأييد دولها لمقاربتها السياسية القائمة على الحوار والتعاون المشترك.