مرةً أخرى، تؤكد جبهة البوليساريو أنها لم تغادر مربع الفوضى والارتزاق، بل ازدادت إصراراً على جرّ المنطقة إلى مزيد من التوتر، مستغلةً كل ثغرة ممكنة، ولو على حساب أرواح المدنيين الأبرياء، حادث قصف الجيش المغربي لسيارتين في منطقة “گارزرز” داخل المنطقة العازلة بالصحراء، لم يكن سوى نتيجة مباشرة لتحركات مشبوهة في منطقة يُفترض أن تكون خالية من أي نشاط عسكري أو شبه عسكري.
مصادر متطابقة كشفت أن من بين المستهدفين قد يوجد عناصر بلباس منقّبين، يُعتقد أنهم تابعون لجبهة البوليساريو أو مرتبطون بها بشكل غير مباشر، وهذا يعيد إلى الواجهة سياسة البوليساريو المعروفة: الاحتماء بالمدنيين، واستغلالهم كدروع بشرية، بل وتحويل نشاطات مثل التنقيب عن الذهب إلى غطاء لعمليات تهريب أو تسلل عسكري.
هذا السلوك لا يهدد فقط الأمن القومي المغربي، بل يُعرّض أيضاً حياة العشرات من الموريتانيين وغيرهم ممن تدفعهم الحاجة والمطامع للدخول إلى المنطقة العازلة، حيث تخلّت البوليساريو عن مسؤولياتها تجاه المدنيين الذين تزعم تمثيلهم، وراحت تزرع الألغام وتؤسس نقاط مراقبة غير شرعية بدل البحث عن حل واقعي لقضية الصحراء.
إن جبهة البوليساريو لم تعد حركة تحرر مزعومة، بل تحوّلت إلى أداة لخدمة أجندات إقليمية معادية للاستقرار، غير مبالية بمصير من تدّعي الدفاع عنهم، ففي الوقت الذي تُحرز فيه المملكة المغربية تقدماً دبلوماسياً وتنموياً غير مسبوق في أقاليمها الجنوبية، لا تزال البوليساريو تغرق في خطابات قديمة، وتلجأ إلى أساليب تهريب، وتسلل، وتشويش لا مستقبل لها.
لقد آن الأوان للمجتمع الدولي، وللأمم المتحدة على وجه الخصوص، أن يُحمّل البوليساريو المسؤولية عن خرقها المتكرر لاتفاق وقف إطلاق النار، وعن زجّها بالعناصر المسلحة داخل منطقة منزوعة السلاح، في تحدٍّ صارخ لكل المواثيق والقرارات الأممية.
 
						 
			