Take a fresh look at your lifestyle.

الانهيار التدريجي للبوليساريو في الندوة الأوروبية السنوية

0

شهدت الدورة 48 من الندوة الأوروبية المنعقدة بلشبونة في 28 و29 نوفمبر 2024 منعطفاً مهماً في مسار الجبهة الانفصالية، حيث تجلت بوضوح التحديات الهيكلية التي باتت تواجهها في محاولاتها للحفاظ على زخمها الدبلوماسي والإعلامي في أوروبا.

المشهد الذي برز خلال الندوة كشف عن تراجع ملحوظ في قدرات البوليساريو على حشد الدعم الدولي، متمثلاً في غياب الشخصيات السياسية الوازنة وانحسار المشاركة إلى مجموعات محدودة وأشخاص ذوي تأثير ضئيل، هذا التراجع جاء نتيجة تراكم عدة عوامل أساسية منها التحول في الموقف الإسباني الذي شكل ضربة قوية للبوليساريو، حيث سجل غياب كامل للجسم السياسي الإسباني الذي كان يعتبر تقليدياً داعماً للجبهة الانفصالية، جاء هذا التحول بعد سلسلة من التطورات، أبرزها الدعم المعلن للمغرب على المستوى الأوروبي والمتابعات القضائية لبعض قياداتها.

 

و كشفت التقارير الدولية الموجهة للأمم المتحدة النقاب عن قضايا فساد خطيرة تتعلق باختلاس المساعدات الإنسانية في مخيمات تندوف، رفض البوليساريو والجزائر إجراء إحصاء دقيق للسكان زاد من الشكوك حول مصداقية رواياتها.

 

حاولت الآلة الدعائية للبوليساريو التستر على هذا الفشل من خلال استراتيجية معقدة تضمنت المبالغة في الترويج الإعلامي للندوة والتركيز على لقاءات محدودة مع أتباعها بالاضافة إلى محاولات متواصلة لبناء علاقات مع شخصيات أوروبية، نقطة التحول الأبرز كانت ظهور حركة “صحراويون من أجل السلام”، التي نجحت في تقديم مشروع توافقي مع المغرب، مما وجه ضربة قوية لسردية البوليساريو التقليدية.

 

الحزب الاشتراكي الإسباني، الذي كان يعتبر من أهم المؤيدين سابقاً، بدأ يؤسس لمرحلة جديدة من التعامل مع الجبهة، معتمداً على نهج أكثر واقعية وشفافية، ويمكن اعتبار هذه الندوة نقطة تحول استراتيجية كشفت محدودية قدرات البوليساريو على الاستمرار في خداع الرأي العام الدولي، وأظهرت تآكل منظومة دعمها التقليدية في أوروبا.

 

التقرير يؤشر إلى مرحلة جديدة من التفكك التدريجي للسردية التي درجت البوليساريو على ترويجها طوال العقود الماضية، مع توقعات بمزيد من التراجع في المستقبل القريب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.