بتهمة التخابر مع العدو :توقيف كاتب فرنسي جزائري كشف أسرار التاريخ والسياسة في المغرب العربي
رضوان مشكات
في تطور سياسي مثير للجدل، تم توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال في مطار الجزائر بتهمة “التخابر مع العدو” على خلفية مقابلة صحفية أثارت غضب النظام الجزائري.
جاء التوقيف بعد مقابلة أجراها صنصال مع موقع Frontières Media، انتقد خلالها بشدة السياسات الرسمية للجزائر وكشف تفاصيل تاريخية حول علاقة بلاد المغرب العربي.
في تصريحاته المثيرة، وصف صنصال إنشاء جبهة البوليساريو بأنه مشروع مدروس من قبل النظام العسكري الجزائري بهدف زعزعة استقرار المغرب، واعتبر أن الدافع وراء ذلك كان رغبة النظام في منع انتشار النموذج المغربي الذي يوفر – من وجهة نظره – مزيدًا من الحريات والفرص الاقتصادية والسياحية.
عمق صنصال تحليله التاريخي مستعرضًا التقسيم الاستعماري الفرنسي للمنطقة، مؤكدًا أن الغرب الجزائري كان تاريخيًا جزءًا من المغرب قبل التدخل الاستعماري، وأشار إلى أن فرنسا لم تتمكن من استعمار المغرب بالكامل نظرًا لقوته التاريخية وهويته المتماسكة.
لم تقتصر تصريحات صنصال على النقد السياسي فحسب، بل تضمنت تحليلًا عميقًا للاستراتيجيات الجيوسياسية في المنطقة، واصفًا الوضع بأنه صراع معقد يتجاوز الحدود الجغرافية إلى صراع أيديولوجي وتاريخي.
يأتي توقيف صنصال ليعكس حالة التوتر المستمرة بين الجزائر والمغرب، ويسلط الضوء على الحساسيات السياسية العميقة المتعلقة بقضايا الهوية والحدود الإقليمية، ويمثل هذا الحدث تصعيدًا جديدًا في سلسلة التوترات المتراكمة بين البلدين.
 
						 
			