شهدت مدينة السمارة العلمية حالة من الغليان والاستياء الشعبي عبر منصات التواصل الاجتماعي، على خلفية ما وصف بالفضيحة الأخلاقية التي وقعت مساء أمس، تتمثل تفاصيل الواقعة في تنظيم سهرة فنية ضخمة أقيمت في باحة المسجد الكبير، وهو ما اعتبره كثيرون تجاوزاً صارخاً لحرمة دور العبادة وتعدياً على مشاعر المصلين.
وتكمن خطورة الحدث في توقيته وموقعه، حيث بدأت الفعالية مباشرة بعد صلاة العشاء، في حين شرع المنظمون في أعمال التجهيز والإعداد في وقت سابق تزامن مع صلاة الجمعة، التي تشهد عادةً حضوراً كثيفاً للمصلين من شتى أحياء المدينة ، هذا التوقيت غير المناسب أثار حفيظة السكان المحليين الذين اعتبروا الأمر استخفافاً بقدسية المكان وتجاهلاً تاماً للقيم الدينية والاجتماعية.
وفي مواجهة موجة الانتقادات المتصاعدة، اختار منظمو الملتقى والمشرفون على السهرة الفنية التزام الصمت المطبق، متجنبين تقديم أي توضيحات أو اعتذارات عن هذا التصرف، في المقابل، حاول بعض المدافعين عن الفعالية تبرير اختيار موقع المسجد بحجة النقص الحاد في الفضاءات والمساحات العامة المناسبة لاستضافة مثل هذه الأنشطة الثقافية في المدينة، وهو تبرير لم يلق قبولاً لدى غالبية المواطنين.
ويأتي هذا الحدث ليضيف فصلاً جديداً إلى سلسلة الحالات الاستثنائية التي باتت تميز مدينة السمارة، والتي أصبحت معروفة بخروجها عن المألوف في العديد من القضايا، وقد أثار هذا الموقف تساؤلات جدية حول معايير تنظيم الفعاليات العامة في المدينة، ومدى احترام خصوصية الأماكن المقدسة، فضلاً عن آليات اتخاذ القرار في مثل هذه المناسبات التي تمس مباشرة المشاعر الدينية للمواطنين.
وفي ظل استمرار حالة الغضب الشعبي، يتطلع سكان المدينة إلى موقف واضح من الجهات المسؤولة ومحاسبة المتسببين في هذا التجاوز، مع المطالبة بوضع ضوابط صارمة تحول دون تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً، وتضمن احترام قدسية دور العبادة وخصوصيتها.