بريطانيا تُحدّث موقفها من قضية الصحراء وتؤكد دعمها لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية
جددت المملكة المتحدة تأكيد دعمها الثابت لمبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب، معتبرة إياها الإطار الأكثر واقعية وجدية لتسوية النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية، في خطوة تعكس تحولا لافتا في مقاربة لندن لهذا الملف ذي الأبعاد السياسية والدبلوماسية المعقدة.
وجاء هذا الموقف على لسان وكيل وزارة الخارجية وشؤون الكومنولث والتنمية البريطانية، هاميش فالكونر، في جواب رسمي على سؤال داخل البرلمان البريطاني، حيث أوضح أن بلاده تعتمد حاليا مقاربة محدثة تعكس تطور موقفها الرسمي من نزاع الصحراء، بما ينسجم مع الدينامية الدولية الداعمة للحلول السياسية الواقعية والمستدامة.
وأكد المسؤول البريطاني أن لندن ترى في مبادرة الحكم الذاتي، تحت السيادة المغربية، أساسا جادا وذا مصداقية للتوصل إلى حل سياسي متوافق بشأنه، مشددا في الوقت ذاته على دعم المملكة المتحدة للجهود التي يقودها المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، ستافان دي ميستورا، من أجل إعادة إطلاق المسار السياسي تحت مظلة الأمم المتحدة.
ويعكس هذا الموقف البريطاني تقاطعا متزايدا بين الرؤية الأممية والمقاربات الغربية الحديثة التي باتت تركز على تحقيق الاستقرار الإقليمي وتجاوز منطق النزاعات المزمنة، خاصة في منطقة شمال إفريقيا التي تعرف تحولات جيوسياسية متسارعة. كما يبرز إدراكا متناميا داخل الأوساط البريطانية بأن استمرار هذا النزاع يشكل عائقا بنيويا أمام تعزيز التعاون الإقليمي ودعم الأمن المشترك.
وأشار فالكونر إلى أن هذا التوجه سبق أن عبر عنه وزير الخارجية البريطاني السابق ديفيد لامي، وتمت ترجمته عمليا من خلال مواقف وتصويتات المملكة المتحدة داخل مجلس الأمن الدولي، المرتبطة بآفاق المفاوضات المستقبلية حول النزاع، ما يمنح الموقف الحالي بعدا استراتيجيا واستمرارية سياسية، بدل كونه موقفا ظرفيا.
وشدد المسؤول ذاته على أن المبعوث الأممي يحظى بثقة كاملة من جانب لندن، مؤكدا مواصلة دعم بلاده للجهود الرامية إلى الدفع بالعملية السياسية قدما، في أفق التوصل إلى حل نهائي ينهي نزاعا طال أمده، لما لذلك من أهمية بالغة في ترسيخ الاستقرار وتعزيز فرص التنمية والتعاون في المنطقة.
