كشفت تقارير إعلامية إسبانية عن احتمال قرب إقدام الصين على الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء، وذلك استناداً إلى معلومات سربتها مصادر صينية خلال الزيارة المفاجئة التي قام بها الرئيس شي جين بينغ لجزر الكناري.
وأشارت المصادر إلى أن بكين تستعد لافتتاح قنصلية عامة في مدينة العيون “جنوب المغرب”، في خطوة تحاكي قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عام 2020، كما تعتزم الاستثمار في مشروع جسر بري يربط الأقاليم الصحراوية بالأرخبيل الإسباني.
وحط الرئيس الصيني رحاله في قاعدة “غاندو” الجوية بجزيرة “غران كناريا” وسط إجراءات أمنية مشددة، في توقف غير مبرمج ضمن رحلته إلى أمريكا اللاتينية، حيث من المقرر أن يلتقي الرئيس الأمريكي جو بايدن في العاصمة البيروفية ليما. وجاءت هذه الزيارة استجابة لرغبة المسؤولين الإسبان في تطوير العلاقات مع الصين، عقب مقترح قدمه رئيس الوزراء بيدرو سانشيز خلال زيارته لبكين وشنغهاي في سبتمبر الماضي.
ويهدف المقترح الإسباني إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية مع الصين، مع الحفاظ على التوازن في العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، حيث تسعى مدريد للعب دور الوسيط في تخفيف التوترات بين الجانبين، خاصة فيما يتعلق بقضية الرسوم الجمركية على السيارات الكهربائية الصينية.
وكشفت المصادر الصينية المقيمة في جزر الكناري عن مشروع طموح لإنشاء جسر يربط الأرخبيل بالصحراء المغربية، حيث تبلغ المسافة بين نقطتي طرفاية وجزيرة فويرتيفنتورا 95 كيلومتراً. ويأتي هذا المشروع في إطار رؤية صينية أوسع تهدف إلى تعزيز نفوذها في إفريقيا عبر البوابة المغربية، مع رغبتها في أن تصبح وسيطاً لتوسيع استثمارات الكناري في المنطقة.
وفي حال تحقق هذا الاعتراف، ستصبح الصين ثالث عضو دائم في مجلس الأمن يدعم الموقف المغربي، بعد الولايات المتحدة وفرنسا، في وقت تسعى فيه الرباط إلى استمالة المملكة المتحدة نحو موقف مماثل، وإقناع روسيا بذلك من خلال المصالح الاقتصادية المشتركة.