في خطوة لتعزيز الشراكة الاستراتيجية: ماكرون يزور المغرب على رأس وفد وزاري رفيع المستوى

يحل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون غداً الاثنين ضيفاً على المملكة المغربية في زيارة غير مسبوقة تفتح آفاقاً جديدة في مسار العلاقات بين البلدين.

وتكتسي هذه الزيارة أهمية خاصة نظراً للوفد الوزاري الضخم المرافق للرئيس الفرنسي، والذي يضم تسعة وزراء وأكثر من أربعين شخصية رفيعة المستوى، في سابقة تعكس حجم الاهتمام الفرنسي بتطوير العلاقات مع المغرب.

ويترأس الوفد الوزاري جان-نويل بارو، وزير الخارجية، الذي سيتولى ملف المباحثات الدبلوماسية وتنسيق المواقف حول القضايا الإقليمية والدولية، فيما يحمل وزير الداخلية برونو ريتايلو ملفات التعاون الأمني ومكافحة الهجرة غير النظامية، وفي الشق العسكري، يعول وزير الدفاع سيباستيان لوكورنو على تعزيز التعاون الدفاعي وفتح آفاق جديدة للتعاون العسكري، بينما يسعى وزير الاقتصاد أنطوان أرمان لاستكشاف فرص الاستثمار وتعزيز التبادل التجاري بين البلدين.

وتحظى الملفات الثقافية والتعليمية باهتمام خاص مع مشاركة وزيرة الثقافة رشيدة داتي التي تحمل مشاريع للتبادل الثقافي، ووزيرة التربية آن جينيت التي تسعى لتطوير التعاون التعليمي، إضافة إلى وزير التعليم العالي باتريك هيتزل الذي يهدف لتقوية الروابط بين الجامعات في البلدين.

كما تشمل أجندة الزيارة ملفات استراتيجية أخرى يتولاها كل من وزيرة الزراعة آني جينيفارد في مجال الأمن الغذائي، والوزيرة المفوضة أولغا جيفيرنيت في قضايا الطاقة والمناخ، مما يعكس شمولية المقاربة الفرنسية في تعزيز العلاقات مع المملكة.

وتكتسب الزيارة بُعداً إنسانياً مع مشاركة السيدة الأولى بريجيت ماكرون، في إشارة إلى رغبة فرنسا في تعميق أواصر التواصل على كافة المستويات، ويأتي هذا التحرك الدبلوماسي في أعقاب إعلان فرنسا دعمها لسيادة المغرب على الصحراء، مما يمهد لمرحلة جديدة من العلاقات تتجاوز الخلافات السابقة.

ويرى المراقبون أن هذه الزيارة تؤسس لشراكة استراتيجية معمقة بين البلدين، تفتح آفاقاً واسعة للتعاون في مجالات حيوية كالأمن والاقتصاد والتكنولوجيا والتعليم، مما يبشر بمرحلة جديدة من التعاون المثمر بين باريس والرباط.