في سياق التفاعل مع التوجيهات الملكية السامية الداعية إلى إطلاق جيل جديد من برامج التنمية الترابية المندمجة، انعقد يوم الأربعاء 13 نونبر 2025 بمقر ولاية جهة العيون الساقية الحمراء، لقاء موسّع للتشاور والاستماع، ترأسه السيد عبد السلام بكرات، والي الجهة، بمشاركة مختلف الفاعلين المحليين من سلطات ومنتخبين وممثلي المصالح اللاممركزة والمجتمع المدني.
ويأتي هذا اللقاء، الذي يندرج في إطار الدينامية الوطنية التي دعا إليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده في خطابي العرش وافتتاح الدورة البرلمانية، بهدف إعداد تشخيص ترابي دقيق وشامل لإقليم العيون، يُعتمد عليه في بلورة برنامج تنموي مندمج يستجيب لانتظارات الساكنة ويواكب التحولات المجالية والاجتماعية والاقتصادية.
وخلال كلمته الافتتاحية، شدد السيد الوالي على أن هذا المسار يروم القطع مع المقاربة التقليدية التي كانت تركز على البنيات التحتية فقط، واعتماد مقاربة تنموية شمولية تُعطي الأولوية لتحسين جودة الخدمات، وتقريبها من المواطنين، وتعزيز الرأسمال البشري، باعتبار الساكنة طرفاً محورياً في خلق الثروة والتنمية.
وقد تم خلال اللقاء عرض مجموعة من المعطيات والإحصائيات حول الوضع التنموي بالإقليم، قبل فتح باب النقاش الذي عرف أكثر من 20 مداخلة من مختلف المتدخلين، تناولت تشخيص الواقع الترابي وسبل النهوض بمختلف القطاعات الحيوية.
وخلص الاجتماع إلى إحداث ست ورشات تقنية موضوعاتية ستتولى إعداد دراسات تركيبية بمشاركة كافة المتدخلين، وتشمل:
1️⃣ ورشة التشغيل وتأهيل الكفاءات
2️⃣ ورشة التربية والتعليم
3️⃣ ورشة الصحة
4️⃣ ورشة الماء
5️⃣ ورشة التأهيل الترابي المندمج
6️⃣ ورشة التعليم العالي والتكوين المهني
وسيُتوج هذا المسار بإعداد تقرير شامل للتشخيص الترابي يبرز المؤهلات والإكراهات وفرص التنمية، يعقبه تقرير تحليلي تفسيري لتحديد أولويات التدخل، تمهيداً لإعداد وصياغة برنامج التنمية الترابية المندمجة من الجيل الجديد لإقليم العيون.
ويُنتظر أن يشكل هذا اللقاء الانطلاقة الفعلية لمسار تشاركي جديد، يُكرس مبادئ الحكامة الترابية والتشاور الواسع، ويجعل من إقليم العيون نموذجاً متقدماً في تنزيل الرؤية الملكية لتنمية ترابية مستدامة وشاملة.
