كشفت صحيفة EL INDEPENDIENTE الإسبانية أن المفوضية الأوروبية اعترفت رسميًا بمغربية المنتجات القادمة من الأقاليم الجنوبية، عقب مفاوضات مكثفة مع الرباط لم تتجاوز خمسة أيام الاتفاق، الذي سيُعرض على التصويت من طرف دول الاتحاد الأوروبي الأربعاء المقبل، يشكل تحولًا مهمًا في الموقف الأوروبي ويعكس نجاح المغرب في فرض سيادته الاقتصادية على صحرائه عبر أطر قانونية وتجارية واضحة.
لا يقتصر هذا التطور على اندماج منتجات الصحراء في المبادلات التجارية بنفس الامتيازات الجمركية الممنوحة لباقي المنتجات المغربية، بل يحمل أيضًا دلالات سياسية عميقة. فالاتحاد الأوروبي يُقر عمليًا بالواقع القائم، ويؤكد من خلال هذا الموقف أن المغرب شريك استراتيجي لا غنى عنه في ملفات محورية تتعلق بالطاقة والأمن والهجرة، خاصة في ظل المتغيرات الجيوسياسية الدولية.
ويأتي هذا الموقف الأوروبي الجديد في سياق دولي أوسع يشهد تزايد الاعترافات بمغربية الصحراء، بدءًا باعتراف الولايات المتحدة سنة 2020، مرورًا بدعم إسبانيا لمبادرة الحكم الذاتي سنة 2022، وصولًا إلى هذا التوجه البراغماتي من الاتحاد الأوروبي ومع ترجيح تمرير الاتفاقية، يكرس المغرب انتصارًا دبلوماسيًا جديدًا يتجاوز الجانب التجاري ليؤكد أن الصحراء جزء لا يتجزأ من ترابه الوطني، في اعتراف عملي يرسخ حضوره الإقليمي والدولي.
 
						 
			