أكد الرئيس الجنوب إفريقي السابق، جاكوب زوما، أن أي محاولة لفصل المغرب عن صحرائه تمثل مساسا بوحدة إفريقيا وخدمةً لأجندات خارجية، مشددا على أن “عصر بلقنة القارة لخدمة مصالح الغرباء قد انتهى”وجاء ذلك خلال محاضرة ألقاها في جامعة الدراسات المهنية بالعاصمة الغانية أكرا، حيث جدد دعمه لمقترح الحكم الذاتي المغربي باعتباره الحل العملي والأكثر واقعية لإنهاء نزاع الصحراء.
وأشاد زوما بالموقف الغاني الداعم للمبادرة المغربية، معتبرا أن الأولوية لإفريقيا هي تعزيز الاستقرار والتكامل بدل الانقسام، وقال: “أيام رقص إفريقيا على إيقاعات الغرباء قد ولّت، وسنقرع طبولنا بأنفسنا” كما أبرز الدور القيادي الذي تلعبه غانا في القارة، مشيرا إلى أن المشروع المغربي للحكم الذاتي يحظى بتأييد متزايد من دول عدة، خصوصا بلدان الساحل.
ويأتي هذا الموقف بعد أسابيع من تجديد حزب زوما دعمه لمبادرة الحكم الذاتي خلال ندوة بجوهانسبورغ، حيث أوضح رئيس الحزب ناثي نهليكو أن زيارة زوما الأخيرة إلى المغرب هدفت إلى تعزيز التعاون الثنائي واستكشاف مجالات شراكة جديدة. وقد شملت الزيارة جولة في ميناء طنجة المتوسط ومباحثات مع مسؤولي مجموعة “رونو” وأكاديمية الملك محمد السادس لكرة القدم، إلى جانب لقاءات مع رئيس البرلمان وممثلي الأحزاب المغربية.
وكشف نهليكو أن الحزب بصدد إرسال وفد جديد برئاسة نائبه إلى المغرب لتعميق التعاون السياسي والاقتصادي والاطلاع على نموذج الاستقرار الحكومي بالمملكة كما شدد على أن زيارة زوما كانت بعلم وزارة العلاقات الدولية والتعاون، داعيا الأخيرة إلى الكف عن ترويج “البروباغندا” الحزبية، والتأكيد على أن السياسة الخارجية لجنوب إفريقيا ينبغي أن تخدم المصلحة الوطنية بالدرجة الأولى.
