نُظّمت ندوة علمية دولية متميزة حول موضوع “التراث الثقافي اللامادي ودوره في التنمية المستدامة”، وذلك في إطار الدورة الثالثة عشرة من المهرجان الدولي ماطا للفروسية، المنعقد تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وبتنظيم من الجمعية العلمية العروسية للعمل الثقافي والاجتماعي، صباح اليوم بقصر الثقافة والفنون بطنجة.
الندوة عرفت حضور السيد نبيل بركة رئيس المهرجان و السيد عمر حجي مدير المهرجان وبمشاركة نخبة من الأساتذة والخبراء من مختلف الدول، من بينها كوت ديفوار، إسبانيا، المغرب، حيث تناولت تدخلاتهم أبعادًا متعددة للتراث اللامادي في سياق تحقيق التنمية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، مع التركيز على أهمية حفظ هذا التراث وتثمينه.
وقد تميز هذا اللقاء العلمي بحضور عدد من الدبلوماسيين الأفارقة والأوروبيين، الذين أشادوا بتجربة المغرب الرائدة في مجال صون التراث الثقافي، ودعوا إلى تعزيز التعاون بين دول الجنوب والشمال من أجل حماية الموروث الإنساني المشترك.
في مداخلاتهم، أكد الأساتذة على أن التراث اللامادي لا يُمثل فقط ذاكرة جماعية للشعوب، بل هو رافعة حقيقية للتنمية المستدامة، من خلال خلق فرص اقتصادية عبر السياحة الثقافية، دعم الحرف التقليدية، وتمكين المجتمعات المحلية من الاستفادة من موروثها الثقافي.
كما نُوّه السيد نبيل بركة رئيس المهرجان بأهمية مثل هذه اللقاءات الدولية التي تُعزز التبادل الثقافي والحوار بين الحضارات، وتُسهم في بناء مستقبل يعتمد على تنمية تحترم الخصوصيات الثقافية وتُثمّن الإبداع المحلي.
وقد شكلت هذه الندوة لحظة قوية ضمن فعاليات مهرجان ماطا للفروسية، الذي يواصل التأكيد على دوره كجسر للتواصل الثقافي بين الشعوب، وفضاء للاحتفاء بالتراث المغربي الأصيل في أبعاده الوطنية والإنسانية.