في خطوة تعكس وعيًا دبلوماسيًا وحسن تقدير للمواقف الإقليمية، قررت مصر الانسحاب من مناورات “سلام شمال إفريقيا 2” التي كانت مقررة في الجزائر، وذلك فور علمها بمشاركة جبهة البوليساريو الانفصالية، هذا القرار يُعد بمثابة رسالة واضحة تؤكد احترام مصر لثوابت المغرب ووحدته الترابية، وتجسد حرص القاهرة على عدم الانجرار إلى مواقف قد تُفهم كدعم لكيان لا يحظى بشرعية دولية.
ورغم محاولة الجزائر إضفاء طابع رسمي على مشاركة مصر، فإن الأخيرة فضّلت النأي بنفسها عن مناورات تُستغل سياسيًا لإضفاء شرعية زائفة على البوليساريو، وقد لقي هذا القرار ترحيبًا واسعًا في الأوساط المغربية، حيث يُنظر إليه كدليل على قوة الموقف المغربي ومتانة علاقاته مع شركائه، وعلى رأسهم مصر التي تتقاطع مع الرباط في العديد من القضايا الاستراتيجية في المنطقة.
إن هذا الحدث يبرز بوضوح أن ملف الصحراء المغربية لم يعد موضوعًا ثانويًا في السياسة الإقليمية، بل معيارًا أساسيًا يقيس به المغرب صدق التحالفات ووضوح النوايا كما يُعد هذا التطور صفعة جديدة لمحاولات الجزائر فرض واقع مرفوض إقليميًا ودوليًا، ويعزز من عزلة البوليساريو على الساحة الدولية.
