في تطور جديد يُفضح من خلاله زيف شعارات النظام الجزائري حول “حسن الجوار”، أقدمت مالي على إغلاق مجالها الجوي أمام الطائرات الجزائرية، ردًا على خطوة مماثلة من الجزائر تجاه باماكو، خطوة حازمة من دولة قررت أن ترد الصاع صاعين، وتبعث برسالة مفادها أن السيادة لا تُنتقص، ولا تقبل بالمساومة.
الجزائر التي لطالما صدّرت خطابًا يقوم على احترام السيادة والتعاون الإقليمي، تكشف مجددًا تناقضاتها فبدلًا من أن تكون عنصر استقرار في شمال إفريقيا والساحل، تمعن في خلق الأزمات وافتعال الخصومات.
باماكو قالت كلمتها، وأثبتت أن زمن الهيمنة الإقليمية ولّى لم تعد الدول تقبل بسياسة الإملاءات، ولا بلغة التعالي التي يتبناها النظام الجزائري في تعامله مع جيرانه.
ما نراه اليوم ليس حالة معزولة، بل حلقة من سلسلة طويلة من التوترات التي صنعتها الجزائر بنفسها: قطع العلاقات مع المغرب، ضغوطات على تونس، والآن افتعال أزمة مع مالي أي سياسة خارجية هذه التي لا تجيد إلا بناء الجدران بدل مدّ الجسور؟
الواقع يفرض على دول المنطقة أن تعي أن الاستقرار لا يأتي من عنتريات السياسة، بل من احترام متبادل، وشراكة حقيقية، ورؤية موحدة لمستقبل شعوب المنطقة.
