بقلم : عمر بوماط
في عالمٍ يتسارع فيه نمط الحياة وتتغير فيه العادات والتقاليد، تظل بعض الأكلات التراثية رمزًا للأصالة والانتماء ومن بين هذه الأطباق التقليدية التي توارثها الصحراويون جيلًا بعد جيل، تبرز أكلة البلغمان، التي لم تكن مجرد وجبة غذائية، بل كانت ولا تزال شاهدًا على بساطة الحياة وقيمها في الصحراء.
البلغمان أكلة صحراوية طبيعية وصحية، تعتمد على مكونات بسيطة لكنها غنية بالقيمة الغذائية، ما جعلها وجبة مثالية للرحّل وسكان الصحراء الذين يحتاجون إلى طعام سريع التحضير، متكامل العناصر، وسهل التخزين، ورغم مرور الزمن وتغير أساليب العيش، لا يزال أبناء الصحراء حتى في المهجر، يحافظون على هذه الأكلة كجزء من هويتهم وتراثهم.
في ظل العولمة وانتشار الأطعمة الحديثة، أصبحت الأكلات التقليدية مهددة بالاندثار، لذا من الضروري أن يسعى الشباب للحفاظ على هذه التقاليد الغذائية التي تعكس تاريخ أجدادهم وثقافتهم فالبلغمان ليس مجرد طعام، بل هو رابط بين الأجيال، وجزء من الذاكرة الجماعية التي يجب أن تُنقل للأبناء ليبقوا على اتصال بجذورهم.
اليوم ومع الابتعاد عن الموطن الأصلي، يبقى الحفاظ على البلغمان وغيره من الأطباق التراثية مسؤولية الجميع، فكما ورثنا هذه العادات عن أجدادنا، يجب أن نمررها للأجيال القادمة، سواء من خلال إعدادها في منازلنا أو تعليمها لأبنائنا، أو حتى مشاركتها مع الآخرين لتعريفهم بجمال المطبخ الصحراوي الأصيل.
البلغمان ليس مجرد أكلة، بل هو قصة من قصص البساطة والتاريخ، فهل سنسمح له بالاندثار، أم سنواصل حمل رايته بفخر؟