كشف وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو عن اتخاذ بلاده خطوات عملية لتوسيع نطاق حضورها الدبلوماسي والثقافي في الصحراء المغربية، معلناً في مؤتمر صحفي من العاصمة الرباط عن زيارة مرتقبة للسفير الفرنسي إلى المنطقة خلال الأسبوع المقبل.
وأوضح بارو، خلال لقائه بنظيره المغربي ناصر بوريطة، أن الخطة الفرنسية تشمل إقامة مركز ثقافي تابع لمؤسسة “التحالف الفرنسي” في المنطقة، إلى جانب تحديث الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الفرنسية ليعكس خريطة المغرب الكاملة دون خطوط فاصلة بين المملكة وصحرائها.
وتأتي هذه المبادرة الفرنسية في وقت يشهد فيه الملف تطورات متسارعة، حيث بادرت نحو ثلاثين دولة إلى فتح قنصليات لها في مدينتي الداخلة والعيون، في خطوة تؤكد اعترافها بالسيادة المغربية على المنطقة.
ويتزامن الإعلان الفرنسي مع ترقب استكمال المشروع الأمريكي لافتتاح قنصلية في مدينة الداخلة، والذي تم تعليقه مؤقتاً خلال فترة إدارة الرئيس جو بايدن، حيث يُنتظر أن تستأنف الإدارة الأمريكية المقبلة تنفيذ هذا المشروع.
وتشير التحركات الفرنسية الجديدة إلى تحول استراتيجي في موقف باريس تجاه ملف الصحراء، وتعكس رغبتها في تعميق علاقات التعاون مع المغرب، الذي يعد شريكاً تاريخياً وحليفاً استراتيجياً لفرنسا في المنطقة.
ويرى خبراء في العلاقات الدولية أن هذه الخطوات تمثل نقطة تحول في مسار القضية الوطنية، خاصة مع تنامي الاعتراف الدولي بموقف المملكة المغربية، وتزايد عدد الدول التي تختار إقامة تمثيل دبلوماسي لها في المنطقة.